مع استمرار الاعتداءات في أفغانستان، مجلس الأمن يؤكد في جلستة الموسعة على الحاجة للحوار
عقد مجلس الأمن الدولي جلسة موسعة اليوم حول الأوضاع في أفغانستان، قدم خلالها استفان دو ميستورا رئيس بعثة الأمم المتحدة في البلاد. تأتي هذه الجلسة مع تقارير للأمم المتحدة تفيد بارتفاع معدلات أعمال العنف في البلاد. إلى التفاصيل:
وفقا لأحدث تقارير للأمم المتحدة عن أفغانستان، فقد شهدت البلاد زيادة تقدر بتسعة وثلاثين في المائة عن معدلات العام الماضي في الاشتباكات المسلحة، والتفجيرات على جوانب الطرق وغيرها من أعمال العنف. كما اتسمت العمليات الإنتحارية في الأشهر الأخيرة بكونها أكثر تعقيدا، وبمشاركة العديد من المفجرين والمسلحين.
في ظل هذه التقارير، قدم استفان دو ميستورا الممثل الخاص للأمين العام، ورئيس بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة لأفغانستان، إفادته أمام مجلس الأمن الدولي، وكان متوقعا أن تركز في جزء منها على الوضع الأمني، فقد بدأها بالحديث عن مقتل الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني، الذي قال إن رحيله كان صدمة للجميع، مضيفا أن عزم الأفغان على البحث عن السلام لن يتوقف.
“إن الطريق إلى السلام ليس سهلا على الإطلاق، ونحن نعرف ذلك. وموت البروفسور رباني ليس نهاية لعملية السلام، وهذا ما قيل من قبل الكثير من الأفغان، وبصفة خاصة السلطات العليا في أفغانستان. إنه وقت يعيد فيه الأفغان موازنة الأمور، ويستوجب الوحدة الوطنية بين قادة وشعب أفغانستان، بينما يقاومون فيه خسارة مأساوية أخرى”.
وأكد دو ميستورا على أهمية الحل السياسي في أفغانستان، مضيفا أن السلام هو عبارة عن عملية وليس حدثا. وقال إن هذه العملية يجب أن تكون ذات قاعدة عريضة لتشمل الأفغان من جميع الطوائف، ومن بينهم المجتمع المدني حتى تكون مستدامة. كما أكد أن الأولوية يجب أن تكون للحوار فيما بين الأفغان أنفسهم، بقيادتهم، على أن يلعب غير الأفغان مثل بعثة الأمم المتحدة دورا مساندا، إذا، ومتى طلب ذلك.
ثم تحول ممثل الأمين العام إلى الحديث عن الشرطة والجيش الوطنيين، فقال:
“لقد لاحظنا تقدما متزايدا في تطور كل من الشرطة والجيش الوطنيين. فقد أظهرا أنهما قادران على تولي المزيد من المسئوليات الأمنية، وعلى أن يكونا أكثر اعتمادا على الذات. وهذا هو السبب وراء مضي عملية التحول قدما على الرغم من كل هذه الحوادث. فالحوادث الأمنية الأخيرة، وفي الوقت الذي نأسف لوقوعها نظرا للخسائر البشرية، إلا أنها أظهرت أيضا القدرة المتزايدة للنظام الأمني الوطني على التعامل مع مثل هذه الحوادث بطريقة مناسبة”.
وأعرب دو ميستورا عن القلق لارتفاع معدل الوفيات بين المواطنين نتيجة أعمال العنف، والأساليب التي يلجأ إليها عناصر حركة طالبان والمسلحون.
ودعا الحكومة الأفغانية إلى وضع احترام حقوق الإنسان العالمية في مركز سياساتها وممارساتها، بما في ذلك في معاملة السجناء والمعتقلين.
وتعهد رئيس بعثة الأمم المتحدة في افغانستان بمواصلة العمل عن كثب مع السلطات الأفغانية وفقا للتفويض الممنوح من مجلس الأمن للبعثة.
وعلى صعيد الوضع الإنساني قال:
“نعتقد أن الجفاف هو مسألة مثيرة للقلق، سيطلب من المجتمع الإنساني مراقبتها مع السلطات الأفغانية لتجنب احتمال أن يسفر الجفاف، إضافة إلى انعدام الأمن، عن نقص في الغذاء في المستقبل”.
وقد حضر الجلسة الخاصة بأفغانستان وزير الشئون الخارجية الأفغاني زلماي رسول، كما شهدت مداخلات من عدد كبير من ممثلي الدول الأعضاء.