الأمم المتحدة تنعى أول أفريقية تحصل على جائزة نوبل للسلام ورائدة في مجال حماية البيئة
توفيت وانغاري ماذاي أول سيدة أفريقية تفوز بجائزة نوبل للسلام بعد أن كرست حياتها للدفاع عن الغابات والبيئة ولمحاربة التدمير الذي يسيء استغلال الموارد الطبيعية لصالح أقلية على حساب الأغلبية.
المزيد في التقرير التالي.
قال برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن وانغاري ماذاي كانت قوة للطبيعة، وفيما استخدم البعض قوتهم وحياتهم للتدمير والتربح قصير الأمد من البيئة بذلت هي جهودها لتقف في طريقهم وتحشد المجتمعات وتدعو إلى التنمية المستدامة لتهزم التدمير.
الكينية وانغاري ماذاي حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 2004 لتصبح أول سيدة في أفريقيا تحصل على الجائزة.
“أعتقد أن إحدى الرسائل التي توجهها جائزة نوبل للسلام وخاصة في منطقتنا هي ضرورة أن نعمل جميعا لخدمة أغلبية الناس.”
في أول زيارة قامت بها ماذاي لمقر الأمم المتحدة بعد فوزها بجائزة نوبل تحدثت مع إذاعة الأمم المتحدة عن أنه لا يمكن حماية البيئة بدون تمكين الناس ومساعدتهم على إدراك أن الموارد الطبيعية هي ملك لهم يتعين عليهم حمايتها.
“إن تلك الموارد يجب أن تدار بشكل مستدام مما يعني أن ندرك أنها موارد محدودة يتعين الاستفادة منها بشكل منصف، فمن الظلم أن تستفيد أقلية منها على حساب الأغلبية لأن ذلك سيؤذن إن عاجلا أم آجلا بحدوث صراع.”
كانت ماذاي ترى أن إزالة الغابات في كينيا مهمة انتحارية، وفي عام 1977 أسست حركة “الحزام الأخضر” لمحاربة قطع الأشجار منعا للتدهور البيئي والاجتماعي وآثاره السلبية على الفقراء وخاصة النساء في المناطق الريفية.
توسعت الحركة في الثمانينيات والتسعينيات لتصبح حملات للتغيير الاجتماعي والاقتصادي والسياسي مما عرض ماذاي للمواجهات والتصادم مع الحكومة والرئيس وقتذاك دانيل أراب موي.
في عام 1989 أجبرت جهودها الرئيس موي على التخلي عن خطط تشييد برج مكتبي في حديقة أوهورو التي تعتبر واحة خضراء قرب الطريق السريع الرئيسي في وسط العاصمة نيروبي.
وفي عام 1999 تعرضت ماتاي للضرب والجلد من الحراس أثناء مظاهرة ضد بيع الأراضي في غابة كارورا التي تمتد على مساحة ألف هكتار وتعد موطنا للكثير من الحيوانات البرية وتوجد بها الكهوف التي استخدمها مقاتلو الماو ماو أثناء النضال ضد الحكم البريطاني.
انتشرت الحركة التي أسستها ماذاي في جميع أنحاء أفريقيا وساهمت في غرس أكثر من سبعة وأربعين مليون شجرة.
وكان أحد أهداف الحركة هو حماية الغابات الجبلية التي توفر المياه، وعن ذلك قالت ماذاي في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة في عام 2004.
“قبل ستين عاما تمت إزالة الغابات الجبلية لاستخدامها من قبل حكومة الاستعمار ثم الحكومة الوطنية لإنشاء مزارع المحصول الواحد من أشجار الصنوبر واليوكاليبتوس من أجل تصنيع الأخشاب، ولكن هذه العملية تدمر التنوع البيولوجي وقدرة الأشجار في الحفاظ على المياه. وكان هذا أحد مجالات الخلاف الشديد بيننا وبين الحكومة لأننا كنا نحاول تغيير تلك السياسة من أجل توفير المياه وخاصة في المستقبل، لأن كينيا ستعاني فيما بعد من شح المياه.”
وقد ذكر برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن وانغاري ماذاي كانت مصدر الإلهام للحملة التي أطلقها البرنامج في عام 2006 بمشاركتها للدعوة إلى غرس مليار شجرة بأنحاء العالم.
وقد تمت حتى الآن زراعة أحد عشر مليار شجرة في إطار هذه الحملة.
وفي الأمم المتحدة أعرب الأمين العام عن الحزن العميق لوفاة البروفسير ماذاي التي تعد بطلة في مجال حقوق الإنسان وتمكين النساء.
وقال إنها كانت رائدة في إظهار الروابط والعلاقات بين حقوق الإنسان والفقر وحماية البيئة والأمن.