天天听新闻：الأمين العام: الديبلوماس

الأمين العام: الديبلوماسية الوقائية ليست خيارا ولكنها ضرورة

قال أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إنه أدرك لدى توليه منصبه قبل أكثر من أربع سنوات الحاجة إلى زيادة القدرة على العمل في وقت مبكر وبشكل وقائي ضد التهديدات الناشئة، مضيفا أنه رأى، وبناء على أفكار وانجازات أسلافه، إمكانات كبيرة غير مستغلة لما يمكن المساعدة على تحقيقه عبر الديبلوماسية الوقائية.

واستطرد الأمين العام الذي كان يتحدث أمام اجتماع مجلس الأمن رفيع المستوى حول الديبلوماسية الوقائية، متحدثا عن الإنجازات في هذا المجال:

“لقد سعينا لتعزيز بعثاتنا في الخارج، وتقوية مبعوثينا وطواقمهم، وتحسين خبرتنا، وتعميق شراكاتنا، وإعادة تشكيل إدارة الشئون السياسية لجعل هذه الرؤية حقيقة. واليوم، تتم إدارة الديبلوماسية الوقائية عن طريق مجموعة اوسع من العناصر، ومن بينها المنظمات الإقليمية والمجتمع المدني، باستخدام مجموعة أوسع وأكثر إبتكارا من الأدوات”.

وأشار السيد بان إلى الدعم العالمي المتنامي للوقاية، إضافة إلى إنشاء قدرات وقائية جديدة في المنظمات المتعددة الأطراف، والدول الأعضاء، وقال إن الجهود الوقائية قد بدأت تؤتي ثمارها، ضاربا أمثلة على ذلك بالاستفتاء السلمي حول استقلال جنوب السودان، والانتقال الديمقراطي في غينيا، وإنهاء العنف في كينيا وقرغيزستان. ثم قال:

“من افغانستان إلى الشرق الأوسط، ومن غرب أفريقيا إلى السودان والصومال، تقوم بعثاتنا بأعمال ديبلوماسية وقائية كل يوم، مما يساعد إلى إدامة العمليات السياسية المعقدة، وحفظ وبناء السلام، ومع ذلك، لا يزال أمامنا طريق طويل نقطعه”.

وتحدث الأمين العام عن التحديات العديدة التي تواجه الديبلوماسية الوقائية، والتي يعد من أبرزها هو غياب الإرادة السياسية مضيفا أنه ما لم ترغب الأطراف في السلام أو التسوية، فسيكون من الصعب للغاية إقناعهم به أو فرضه من الخارج.

وقال السيد بان إن تقريره حول الديبلوماسية الوقائية قد حدد عدة مجالات يجب التركيز عليها، وهي تحديد أولويات العمل المبكر، ومواصلة الاستثمار في النساء والرجال الذين يقودون الجهود الديبلوماسية الوقائية على أرض الواقع، توفير الاستثمار الملائم لتحقيق نتائج، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع المنظمات الإقليمية والفرعية. وأكد السيد بان على أهمية مواصلة دعم المؤسسات والآليات الوطنية الخاصة بالوساطة والحوار.

واختتم كلمته بالقول:

“في حالات الأزمات، يجب أن نكون قادرين على أتخاذ قرارات سريعة بشأن من يمكنه القيام بماذا للمساعدة. وأحيانا، تتمثل الديبلوماسية الوقائية في جعل المجتمع الدولي يتحدث بصوت واحد. وهناك دور رئيسي لمجلس الأمن في هذا الصدد”.

وقال إن الديبلوماسية الوقائية قد لا تكون فعالة في جميع الحالات، ولكنه أعرب عن اعتقاده القوي بأنها الديبلوماسية الوقائية الجيدة لا تعد خيارا، ولكنها ضرورة.