الأونروا تدعو إلى حماية مستقبل الأطفال الفلسطينيين ووقف هدم مدارسهم
في الرابع من سبتمبر أيلول يبدأ العام الدراسي وتفتح مدرسة خان الأحمر بالضفة الغربية أبوابها على الرغم من صدور قرار من السلطات الإسرائيلية بهدمها. تحاول الأونروا حماية المدرسة من خلال حملة لحشد الرأي العام لمطالبة إسرائيل بوقف هدم المدارس الفلسطينية.
المزيد في التقرير التالي.
”لا تهدموا مستقبلي” هو شعار الحملة التي أطلقتها وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لحماية مدرسة خان الأحمر الواقعة في مستوطنة كفار أدوميم غير القانونية بالضفة الغربية من قرار الهدم الذي أصدرته السلطات الإسرائيلية.
“إن مجتمع خان الأحمر مكون من مئتي شخص يلتحق ثمانون من أطفالهم بهذه المدرسة التي تعد مشروعا رائعا صديقا للبيئة قامت منظمة إيطالية غير حكومية ببنائه.”
كريس غانيس المتحدث باسم الأونروا قال في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة إن المدرسة توفر التعليم للأطفال في مجتمعهم المحلي بعد أن كانوا يضطرون إلى السير لمسافة ثلاثين كيلومترا ذهابا وإيابا كل يوم
إلى المدرسة في أريحا.
قدم المستوطنون التماسا طلبوا فيه إصدار أمر بعدم فتح المدرسة والمضي قدما بهدمها بشكل سريع، ولكن المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت طلب إغلاق المدرسة إلا أن قرار الهدم مازال ساري المفعول.
مشكلة مجتمع خان الأحمر، كما يقول كريس غانيس، لا تنحصر فقط في مئتين شخص ولكنها تعبر عن مشكلة أكبر تطال آلاف الفلسطينيين.
“هذا المجتمع الذي يضم مئتي شخص، الذين يواجهون خطر الإجلاء والهدم، هو جزء من مجتمع يضم عدة آلاف من الفلسطينيين في منطقة نطلق عليها اسم (فقاعة معالي أدوميم) ومعالي أدوميم هي مستوطنة إسرائيلية كبيرة غير قانونية بالضفة الغربية، يواجه هؤلاء الآلاف خطر الهدم، وأكثر من ذلك يوجد سبعة وعشرون ألفا من مجتمع الرعاة في الضفة الغربية يواجهون تهديد التشرد والهدم.”
تحاول الأونروا من خلال حملتها رفع الوعي بخطورة المشكلة والتعريف بنطاقها في صفحتها على الفيسبوك وموقعها الإلكتروني الذي يخصص جزءا لمراقبة أعمال الهدم.
كما تدعو إلى توجيه رسائل إلى المدرسين والتلاميذ في خان الأحمر ونشر شعار الحملة (لا تهدموا مستقبلي) على فيسبوك وتويتر.
يقول كريس غانيس المتحدث باسم الأونروا إن السلطات الإسرائيلية لم تحدد موعدا لهدم المدرسة، وإن على إسرائيل إبلاغ القائمين على المدرسة بالموعد قبل خمسة وأربعين يوما من تنفيذه.
وبذلك تبقى مدرسة خان الأحمر بانتظار الخطاب الإسرائيلي الذي قد يؤذن ببدء العد التنازلي لوصول جرافات زاد نشاطها بشكل حاد خلال العام الحالي.
“شهدنا مزيدا من الهدم والتشرد في النصف الأول من العام الحالي بشكل يزيد عن مجموع ما سجل في عام 2010، وما يثير القلق بشكل كبير هو العلاقة الواضحة بين التوسع الاستيطاني غير القانوني والنزوح، فقد شردت أعداد كبيرة جدا والسبب المباشر في ذلك هو المستوطنات، ويصاحب ذلك زيادة في العنف الذي يقوم به المستوطنون ضد الفلسطينيين ويحدث ذلك تحت أعين الجيش الإسرائيلي. لا أقول هنا إن الجيش الإسرائيلي يشارك في ذلك بشكل مباشر ولكن على القوة القائمة بالاحتلال التزام يوجب عليها توفير الحماية والخدمات.”
يحرم سكان خان الأحمر، مثل غيرهم الكثيرين، من خدمات المياه والكهرباء والطرق بل وتجبرهم السلطات الإسرائيلية كما يقول كريس غانيس على مغادرة أراضيهم.
وتزيد ممارسات الهدم الإسرائيلية معاناة الأسر والمجتمعات الفلسطينية في المنطقة المعروفة باسم (المنطقة جيم) والتي تمثل ستين في المئة من مساحة الضفة الغربية وتقع تحت سيطرة إسرائيل.
وغالبا ما تصدر أوامر الهدم بسبب تشييد المنازل أو الأبنية بدون الحصول على تصريح إسرائيلي في الوقت الذي أدانت فيه مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نظام التخطيط الإسرائيلي ووصفته بأنه نظام تمييزي.