天天听新闻：مفوضية الأمم المتحدة لشؤ

مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تطلق حملة لمساعدة اثني عشر مليون شخص عديم جنسية بأنحاء العالم

أطلقت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين حملة دولية لتعزيز العمل ضد آفة انعدام الجنسية التي يعاني منها أكثر من اثني عشر مليون شخص بأنحاء العالم.

التفاصيل في التقرير التالي.

“إن الشخص عديم الجنسية هو ببساطة شخص ليس له وجود.”

 في جملة واحدة لخصت أريكا فيللر مساعدة المفوض السامي لشؤون اللاجئين المعنية بشؤون الحماية معاناة نحو اثني عشر مليون شخص عديم الجنسية في العالم.

وفي إطلاق الحملة الدولية لرفع الوعي بالمشكلة المنسية قالت فيللر إن أسبابها متعددة ولكن النتيجة واحدة.

“بغض النظر فإن النتيجة واحدة وهو وجود مجموعة من الناس لا يتمتعون بحقوق اجتماعية واقتصادية وسياسية ومدنية في المجتمع الذي يقيمون فيه. لقد تعاملت لأول مرة مع مشكلة انعدام الجنسية في مفوضية شؤون اللاجئين قبل سنوات عندما كنت أعمل في ماليزيا فقمت بزيارة أحد مراكز الاعتقال في إطار مهام عملي وهناك قابلت رجلا كان مسجونا لمدة اثني عشر عاما.”

كان هذا الرجل، كما قالت فيللر، يعمل على متن سفينة وعندما رست في إندونيسيا تخلف عنها فأبحرت بدونه فاعتقلته السلطات لأنه لا يحمل التصاريح والأوراق المطلوبة.

لم تتمكن السلطات من ترحيله من البلاد لأنه كان عديم الجنسية فالدولة التي ولد بها رفضت الاعتراف به ومنحه جنسيتها فظل في السجن سنة بعد سنة، وبعد محاولات مفوضية شؤون اللاجئين وافقت تلك الدولة على منحة وثيقة سفر لتستخدم مرة واحدة ليعود إليها ولكن بعد أن تدهورت حالته الجسدية والنفسية في سجن قبع فيه لأنه غير معترف به كمواطن يتمتع بالحقوق.

 وأضافت أريكا فيللر مساعدة المفوض السامي لشؤون اللاجئين في مؤتمر صحفي في جنيف:

“نجد جيوبا كبيرة من عديمي الجنسية في العالم نقدر عددهم باثني عشر مليون شخص منتشرين في أنحاء العالم، قصصهم مختلفة ولكنها كلها مأساوية. يعود انعدام الجنسية في كثير من الأحيان إلى الحرمان التعسفي منها عندما تقرر الدولة لأسباب عادة ما تعود للتمييز العرقي أو الديني وضع قوانين تسحب جنسيات قطاعات معينة من السكان.”

أحد الأمثلة على ذلك نحو مئتي أو ثلاثمئة ألف كردي حرموا من جنسياتهم أثناء حكم صدام حسين، وقد بذلت جهود دستورية منذ عام 2005 لإعادة الجنسية العراقية لهم ولكن مازال هناك عدد كبير منهم لم يجدوا حلا بعد لحرمانهم من جنسيتهم.

 انقسام الدول هو سبب آخر لمشكلة انعدام الجنسية، وآخر الأمثلة على ذلك ما يحدث الآن في السودان، فبعد قيام دولة جنوب السودان ظهرت تساؤلات لم تجد إجابات بعد عن وضع الشماليين المقيمين بالجنوب، والجنوبيين المقيمين في الشمال على مدى أجيال ووضعهم القانوني إذا قرروا الانتقال إلى جنوب السودان.

 أدى انهيار الاتحاد السوفييتي أيضا إلى ظهور هذه المشكلة فوجد الكثيرون أنفسهم فجأة في دول لا تعطيهم حق المطالبة بالحصول على جنسياتها، رايلا مثال حي على ذلك.

“اسمي رايلا أبوكانوفا أنا عديمة الجنسية، مكان نشأتي هو الاتحاد السوفييتي ولدت في كازاخستان وأصلي العرقي هو التتار.”

عاشت رايلا في كازاخستان حتى بلغت السابعة عشرة من عمرها ثم سافرت للدراسة في روسيا وبعد عام واحد تفكك الاتحاد السوفييتي لم تحصل على الجنسية لأنها كانت تمنح فقط آنذاك لمن كان لديهم أوراق إقامة دائمة.

“عندما أقول للناس إنني عديمة الجنسية أرى في وجوههم الصدمة وعدم الثقة والجهل بالمشكلة، بالنسبة لي يعني انعدام الجنسية انعدام الهوية والشخصية فليست لديك جذور أو دولة ولا وطن. وفي كل مرة أحاول أن أشرح للناس معنى أنني عديمة الجنسية أشعر بأنني أحاول أن أثبت حقي في الوجود.”

 وقد حثت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين جميع الدول على الانضمام للمعاهدتين الدوليتين الموقعتين عامي 1954 و1961 لمواجهة مشكلة انعدام الجنسية.

وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين إن نطاق المشكلة وآثارها الخطيرة غالبا ما تكون منسية، مطالبا الحكومات بتغيير ذلك والتحرك لتقليص عدد عديمي الجنسية في العالم.