لبنان بالنيابة عن المجموعة العربية: السلام ليس مستحيلا ولكن الأمن دون سلام أمر مستحيل
"بالأرقام فقط، أكثر من 1850 ضحية غالبيتهم من الأطفال والنساء والعجزة. بالأرقام فقط، أكثر من 9000 جريح أيضا غالبيتهم من الأطفال والنساء والعجزة. وبالأرقام فقط، أكثر من 11000 وحدة سكنية دمرت بالكامل أو بشكل جزئي ومدارس وجامعات ومستشفيات ومستوصفات ودور عبادة ومنشآت عامة استهدفت. ونسمع من مندوب إسرائيل أنهم لا يحاربون أهل غزة. إنما نسي أن يذكر أن غزة خاضعة لحصار منذ أكثر من ثماني سنوات. السيد الرئيس، هذه ليست حربا ضد أهل غزة فحسب، وإنما حرب ضد الضمير الإنساني وكل القيم والمبادئ التي تجمع بيننا."
هذا ما صرحت به نائبة المندوب اللبناني الدائم لدى الأمم المتحدة، كارولين زيادة، أمام جلسة الجمعية العامة اليوم الأربعاء حول الوضع في غزة.
زيادة التي كانت تتحدث بالنيابة عن المجموعة العربية التي دعت إلى انعقاد هذه الجلسة، قالت إن آلة الحرب الإسرائيلية تحدت إرادة المجتمع الدولي ومؤسساته وأمعنت بالاعتداء على مقار الأمم المتحدة ومنشآتها التي تحولت مراكز معلنة للجوء المدنيين، مخلفة وراءها خرابا ودمارا وحصيلة مفجعة في أرواح الأبرياء، ضاربة بعرض الحائط ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ومبادئ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. ولكنها أضافت:
"لم نأت هنا لنستذكر أعداد الشهداء فقط، بل أتينا إلى هنا من أجل الأحياء، من أجل كل طفل وطفلة وشاب وشابة وكل فلسطيني يتطلع إلى الأسرة الدولية لإحقاق العدالة وسيادة القانون وضمان حقوقه الأساسية وأولها السيد الرئيس، نعم، أولها الحق في الحياة..."
الفلسطينيون لا يريدون كلاما، تابعت زيادة، بل أفعالا بما في ذلك دعم الأسرة الدولية والوفاء بالتزاماتها وتوفير الحماية الدولية لهم وتأمين المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار قطاع غزة ليتمتعوا بحقوقهم الأساسية ويعيشوا بكرامة وأمان وسلام في دولتهم فلسطين ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف:
"السلام ليس مستحيلا، إنما الأمن دون سلام هو الأمر المستحيل. المطلوب اليوم أن نعمل معا من أجل السلام، والمطلوب اليوم من المجتمع الدولي التحرك وتحمل مسؤولياته من خلال مجلس الأمن للضغط على إسرائيل لوقف العنف وإراقة دماء الأبرياء في فلسطين ورفع الحصار عن غزة وإحياء عملية السلام، وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة ومرجعيات مدريد ومبادرة السلام العربية لعام 2003."