الطاقة المستدامة .. الطريق إلى النمو
هل تعلم أن أكثر من مليار وأربعمائة مليون شخص لا يحصلون على الكهرباء في العالم، ويحصل مليار شخص آخرون على الكهرباء بشكل متقطع؟
هل تعلم أن ما يقارب من ثلاثة مليارات شخص، أي ما يقرب من نصف البشرية، يعتمدون على الكتلة الحيوية التقليدية مثل الخشب أو مخلفات النباتات لأغراض الطهي والتدفئة، مما يسبب لهم الوفاة المبكرة، بسبب تلوث الهواء داخل البيوت
هل تعلم أن الطاقة، الإمداد بها وتحويلها واستخدامها، هي المساهم المهيمن في تغير المناخ، بحيث تمثل حوالي ستين بالمائة من مجموع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية؟
إن الطاقة محورية بالنسبة لكل تحد رئيسي يواجه العالم، فإمكانية حصول الجميع على الطاقة جوهرية، سواء من أجل فرص العمل أو الأمن أو تغير المناخ أو انتاج الأغذية أو زيادة الدخل.
* * *
" الطاقة المستدامة للجميع"، مبادرة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عام 2011، بأهداف عالمية ثلاثة وهي: ضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة ومضاعفة المعدل العالمي لتحسين كفاءة استخدام الطاقة ومضاعفة كميتها المتجددة في مزيج الطاقة العالمي بحلول عام 2030.
وقد شهد مقر الأمم المتحدة بنيويورك، مشاركة أكثر من ألف شخص في أعمال المنتدى السنوي الأول للطاقة المستدامة للجميع، وذلك من مختلف القطاعات الحكومية والأعمال التجارية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني.
وفي كلمته الافتتاحية قال الأمين العام:
" نحن هنا لأننا ندرك أن "الطاقة للجميع" هي في صميم جدول أعمال التنمية المستدامة في مرحلة ما بعد عام2015. إنها الخيط الذهبي الذي يربط القضاء على الفقر والنمو الاقتصادي المعتدل والبيئة الصحية. لقد تم التعهد وتسليم التزامات بمليارات الدولارات . لقد انضم أكثر من ثمانين بلدا ناميا للمبادرة. من الهند إلى البرازيل، هناك عدد متزايد من الأفراد لديهم الضوء والطاقة حيث لم يكن لديهم أي شيء من قبل . من المنظمات غير الحكومية إلى بنوك التنمية متعددة الأطراف، نحن نعمل معا من أجل هدف مشترك. "
توفر الطاقة المستدامة فرصا جديدة للنمو، حيث إنها تمكن الشركات من النمو وتوليد فرص عمل، كما تخلق أسواقا جديدة..أو تسمح للأطفال بالدراسة بعد حلول الظلام..كما يمكن تخزين اللقاحات المنقذة للحياة في العيادات.
الرئيس التنفيذي لمبادرة الطاقة للجميع، كندة يومكيلا، يقول:
"نحن نعلم أن الطلب على الطاقة سيزيد بنسبة ستين بالمائة أو أكثر خلال العقد والنصف المقبل، وفي بعض المواقع حول العالم سيتضاعف الطلب على الطاقة. إن تلبية الطلب على الطاقة وفي نفس الوقت التعامل مع قضية انبعاثات غازات الدفيئة، سيكون تحديا كبيرا ".
يؤدي الوصول المحدود للطاقة إلى عواقب اقتصادية سلبية نتيجة عدم توفر الطاقة الكافية للأنشطة الإنتاجية المدرة للدخل وللخدمات الأساسية الأخرى مثل الصحة والتعليم.