جهود دولية عاجلة لمساعدة مئات آلاف النازحين في كردستان
وصل أكثر من ثلاثمائة ألف شخص خلال الأيام الماضية إلى إقليم كردستان العراق فرارا من أعمال العنف في الموصل. وقد قدمت المفوضية السامية لشئون اللاجئين نحو ألف خيمة للمساهمة في إعداد مخيم للنازحين قرب مدينة دهوك.
التفاصيل في التقرير التالي.
في مدرسة قرية القش قرب مدينة دهوك يقيم نحو مائة وخمسين شخصا من مئات الآلاف الفارين من أعمال العنف الموصل.
فوزية عباس أم لعشرة أبناء تركت منزلها مع أسرتها في منتصف الليل، تركت كل شيء ماعدا بطاقة هويتها.
"كان أطفالي يبكون ويرتجفون من الخوف، كان بعضهم مريض لم يستطع السير على قدميه ولكننا أصررنا على ضرورة المغادرة."
يقيم بالمدرسة أفراد نحو عشرين أسرة غادروا بسبب العنف، تاركين منازلهم وماشيتهم ومحاصيلهم في الحقول.
يشعر الرجل المسن تقي علي بالخوف من فقدان كل شيء حققه في حياته فيما لا يملك دخلا في كردستان يمكن أن ينفق به على نفسه وأبنائه السبعة.
"لا يوجد شيء أصعب من الهجرة والإجبار على المغادرة. أنا الآن في الستينيات من العمر، وقد فقدت كل ما امتلكته منذ طفولتي وحتى اليوم."
المئات ممن لم يجدوا لهم مأوى آخر يقيمون في مخيم تم إنشاؤه في أقل من أسبوع.
يقع المخيم على الطريق بين الموصل ودهوك، وقد وفرت المفوضية السامية لشئون اللاجئين الخيام ومواد الإغاثة الأساسية مثل البطانيات.
أمل محمود إسماعيل البالغة من العمر أربعة وأربعين عاما والمقيمة بالمخيم تتحدث، بالكردية، عن تشتت أفراد أسرتها بسبب العنف.
"لم نكن أغنياء ولا فقراء. كنا نعيش في منزل بالإيجار، وكانت حياتنا جيدة، كنا نتناول الإفطار معا كل يوم والآن أصبحت أسرتي مشتتة."
هناك آلاف العراقيين الذين يحملون معهم قصصا مأساوية كهذه، يحتاجون جميعا إلى الدعم الطارئ الذي تحاول المفوضية السامية لشئون اللاجئين توفيره بأسرع وقت كما يقول إردوان كالكان مسئول الحماية بالمفوضية:
"توجد مساحة تكفي ألف خيمة، ولكننا وضعنا ما بين ثلاثمائة وأربعمائة خيمة. وتوجد تسع أسر بالمخيم بالفعل لم تتمكن من إيجاد مأوى آخر في محافظة دهوك مع أقاربهم أو أصدقائهم."
الحياة في المخيم ليست سهلة، ولكنها توفر الأمان الذي افتقده هؤلاء العراقيون في دارهم. وإنْ كان هذا الأمان لا يداوي الحزن الذي يصيب السيدة أمل والكثيرين غيرها.
"إن بناتي هنا ولكن ابني في مكان آخر، وزوجي مريض. إن قلبي ينفطر من الحزن."
يتواصل العمل لتمهيد الأرض لوضع مزيد من الخيام فيما يستمر النزوح من الموصل.