الرحلة الطويلة: أرشيف سمعي وبصري لتاريخ اللاجئين الفلسطينيين
افتتحت وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) معرض الرحلة الطويلة الذي يمثل الأرشيف السمعي والبصري للاجئين الفلسطينيين والذي تحتفظ به الأونروا ويوثق معاناة اللاجئين الفلسطينيين وحراكهم الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والحياتي منذ عام 1948 حتى يومنا.
التفاصيل في تقرير مراسلتنا في غزة علا ياسين.
حضر الافتتاح في المعهد الفرنسي بغزة كل من المفوض العام للوكالة بيير كراهينبول، والقنصلان الفرنسي والدنماركي في القدس المحتلة، ومسئول ملف اللاجئين في منظمة التحرير زكريا الأغا، ولفيف من الشخصيات الاعتبارية والمثقفين وممثلي المتجمع المدني .
وأوضح كراهينبول أن أرشيف الأونروا الذي بدأ العمل به عام 2009 يضم صورًا توثيقية لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين ووقت إنشاء المخيمات، وتاريخ الانجازات التي حققها الفلسطينيون كأفراد وجماعات.
وعن أهمية المعرض قال كراهينبول.
"كما ترون فإن هذه صور فريدة، تحكي كل منها جزءا مهما من تاريخ الشعب الفلسطيني ولاجئي فلسطين منذ عام 1948، من ناحية هو التاريخ في عامي 1948 و1967 وتاريخ إنشاء المخيمات منذ الخمسينيات، وهو أيضا تاريخ إنجازات مجتمع اللاجئين الفلسطينيين والأسر خلال تلك العقود من المعاناة."
وأشار المفوض العام إلى أن الأرشيف يعد جزءًا من الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني، ومفخرة للعالم أجمع، ويعطي صورة كاملة عن رحلة المعاناة التي عاشها اللاجئ الفلسطيني وأمله أيضًا.
وأضاف
"هنا في غزة نحن في قلب هذا المشروع لأن كثيرا من العمل الذي تم والفريق الذي قام بهذا الجهد الرقمي موجودون هنا في غزة. وباختصار فإن الأرشيف يضم أربعمائة وثلاثين ألف وحدة نيغاتيف وعشرة آلاف صورة مطبوعة وخمسة وثمانين ألف شريحة عرض بالإضافة إلى الأفلام والشهادات المصورة."
الدكتور زكريا الأغا رئيس دائرة شئون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية أكد على أهمية مشروع الأرشفة الإلكترونية الذي تنفذه الأونروا مشيدا بجهود وكالة الغوث ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني ولاجئيه منذ ستة وستين عاما.
وقال:
"إن الأونروا أصبحت جزءا من التاريخ الحديث للشعبالفلسطيني ولاسيما في رحلة الآلام والآمال المستمرة منذ ستة وستين عاما، ليجسد المعرض اليوم هذهالرحلة الطويلة عبر ما يحتويه من صور التقطتهاعدسات المصورين العاملين في الأونروا الذين واكبواالتهجير القسري الذي تعرض له الفلسطينيون عام1948 ورحلة الحياة الشاقة في مخيمات اللجوء"
القطاع الخاص الفلسطيني ودولتا الدانمارك وفرنسا هم الداعمون الرئيسيون لهذا المشروع الذي انطلق في عام 2009 لما له من أهمية كبرى في الحفاظ على الذاكرة الجمعية للاجئين الفلسطينيين.
وفي هذا الإطار تحدث ممثل الدانمارك الذي حضر الاحتفال عن سبب دعم بلاده لهذا المشروع:
" السبب وراء حرص الدانمارك على دعم هذا المشروع هو أنه أحد المشاريع النادرة الهادفة إلى الحفاظ على الذاكرة الجمعية، لتذكر تاريخ الفلسطينيين منذ عام 1948 حتى اليوم. لأن بناء الدولة هو أكثر من قضايا الوضع النهائي وبناء المؤسسات، فهو أيضا يرتبط بالحفاظ على التاريخ المشترك. إن دعم اللاجئين الفلسطينيين هو أيضا أكبر من توفير التعليم والمسكن الملائم، إذ يرتبط بالتعريف بخلفيتهم منذ عام 1948 وحتى اليوم."
أما القنصل الفرنسي الذي استضاف مركزه الثقافي المعرض فأعرب عن سعادته لحضور هذا المعرض الذي يشمل صورا لم تعرض قبل ذلك وتوثق تاريخ اللاجئين الفلسطينيين ومعاناتهم.
وقال:
"أنا سعيد أيضا أنه معرضكبير، وهو معرض يشملصور اختيرت ولم نرها قبلاليوم بعد عشرات السنين،منذ العام 1948 لم نشاهدصورا تذكرنا بمأساة هذهالسنة، هي صور تذكرنابمعاناة اللاجئين وبكرامتهموبالظلم الذي عانوهوبالرحلة الطويلة التيعاشوها منذ ذلك الوقت"
الحفاظ على الذاكرة الجمعية للاجئين الفلسطينيين لا يقل أهمية عن الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة في مجال التنمية البشرية في كافة أماكن تواجدهم ..ومما لا شك فيه ان اكتمال هذا المشروع سيشكل إضافة نوعية للاجئين الفلسطينيين في مجال توثيق تاريخهم والحفاظ عليه من الضياع بعد مرور أكثر من ستة عقود على نشأة قضيتهم.
علا ياسين / إذاعة الأمم المتحدة / قطاع غزة