الطفل السوري إبراهيم يأمل في السير على رجليه مرة أخرى
عانى إبراهيم البالغ من العمر أحد عشر عاما كثيرا. إذ فقد والدته وأشقاءه في انفجار قنبلة في دمشق، ترك بصمات كبيرة عليه. ولكن بمساعدة الأطباء في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن، وقال إنه يأمل في السير مرة أخرى.. المزيد في التقرير التالي.
الأيام التي كان فيها إبراهيم يركض ويلعب مع إخوته هي الآن مجرد ذكرى بعيدة. فالعكازات التي يعتمد عليها في المشي هي تذكير بأن هذا الطفل قد شهد أكثر من اللازم في فترة حياته القصيرة.
ففي نيسان عام 2013، أصيبت المزرعة حيث كان إبراهيم وأسرته يختبئون خلال القتال. والدته، وأربعة من أشقائه وخمسة من أقاربه لقوا حتفهم في ذلك الهجوم.
أما هو، فكانت إصابته بليغة:.
"فقدت عظاما في رجلي، اختفت تماما. أصبت بخلع في كتفي. أصبت في فخذي، حيث وضعوا لي قضبانا معدنية ليثبت في مكانه. ركبة رجلي اليسرى لم تعد تتحرك. الحمد لله. ذراعي اليمنى أصيبت أيضا بشظايا، وتقطعت الأوعية الدموية والأعصاب، لكن والحمد لله أنا بخير."
وخلال الهجوم، كان والد إبراهيم، سليمان، على بعد كيلومترين يجلب الخبز لتناول الإفطار. عندما سمع الانفجار ركض مسرعا إلى المزرعة. كان المشهد فوضويا .
سليمان:
"لقد شهدنا بعض المشاهد البشعة جدا.. أشلاء مقعطة، ومشوهة، يصعب التعرف عليها. لم أستطع أن أتعرف على طفلي بسبب التشوه."
وتبع ذلك الحدث المفجع بحثا محموما في المستشفيات. في نهاية المطاف، قيل لسليمان إن ابنه إبراهيم قد نجا، وإنه في مستشفى قريب .
سليمان:
"لم أتمكن من رؤيته لمدة خمسة أيام.. لم أكن قادرا على رؤية أحد. لم أكن أتناول الطعام أو الشراب، لم أنم. كانت الدموع تنهمر من عيني. فقدت أسرتي بكاملها. "
في مطلع هذا العام، عبر إبراهيم ووالده إلى الأردن .استمرت رحلتهم لعدة أشهر. وهما يعيشان الآن في ثاني أكبر مخيم للاجئين في العالم: مخيم الزعتري .
بتر الإنفجار 22 ستنمترا من عظم ساق إبراهيم. والطريقة الوحيدة التي يمكن أن يعاود السير من خلالها مرة أخرى هي عملية جراحية ترميمية - لزرع عظام تؤخذ من جزء آخر من جسمه وتوضع في أطرافه التالفة.
إنها عملية كبيرة، ولكن إبراهيم متفائل .
يقول إنه سيعود إلى المدرسة ويصبح جراح عظام، يريد أن يساعد أطفالا آخرين مثله في سوريا:
"الله يفرج أطفال سوريا. الله يحمي أطفال سوريا.. يا رب."
سليمان لديه حلم أكثر تواضعا: وهو أن يصبح ابنه ابراهيم قادرا على المشي مرة أخرى، فهو ما يبقيه حيا.