المندوب السوداني يدعو مجلس الأمن إلى دعم مبادرة الرئيس السوداني من أجل السير قدما باتفاق السلام
دعا المندوب السوداني الدائم لدى الأمم المتحدة رحمة الله محمد عثمان النور، مجلس الأمن إلى الترحيب بصورة أقوى بمبادرة الحوار القومي الشامل التي أعلنها الرئيس السوداني عمر البشير ارتكازا على أولويات محددة هي السلام والأمن والإصلاح السياسي والاقتصادي وإرساء الديمقراطية والهوية الوطنية، ليصبح ذلك الأمر رسالة تشجعُ الحركات المسلحة على وضع سلاحها والانخراط في الحوار في ضوء الضمانات التي كفلتها الحكومة من أجل مشاركتها دون تقييد أو حجر كغيرها من الأحزاب السياسية.
جاء ذلك في كلمته اليوم أمام جلسة مجلس الأمن الدولي حول بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المشتركة -اليوناميد.
المندوب السوداني أكد أمام مجلس الأمن عزم حكومته على مواصلة جهود احتواء النزاعات القبلية التي وقعت بين مختلف القبائل خلال الفترة الماضية، وصولا إلى معالجات شاملة ومستدامة، لكنه أضاف:
"أشار التقرير المعروض عليكم في أكثر من فقرة إلى نشر قوات الدعم السريع في دارفور واصفا تلك القوات بأنها ميليشيا وأن أفرادها قد تم تجنيدهم من دارفور وتدريبهم في الخرطوم. والذي نود أن نوضحه هو أن هذه القوات هي قوات نظامية من ضمن تشكيلات القوات المسلحة وأنها تخضع لقوانين ولوائح القوات المسلحة وقد جاء نشرها في دارفور لمواجهة الأعمال العسكرية التي قامت بها المجموعات المسلحة ضد المدنيين هناك."
وثمّن رحمة الله محمد عثمان النور الجهود التي يقوم بها الوسيط المشترك محمد بن شبماس من أجل إلحاق الحركات الرافضة للسلام بوثيقة الدوحة، والاتصالات التي أجراها مع قادة الحركات المسلحة الثلاثة: مني مناوي وجبريل إبراهيم وعبد الواحد محمد نور. واستدرك قائلا:
"وبالرغم من أن التقرير الأممي أكد أن قادة هذه الحركات قد رحبوا بمبادرة الحوار الوطني الشامل واعتبروها خطوة إيجابية، إلا أن التقرير أكد في نفس الفقرة أنهم لم يلتزموا بالمشاركة فيها بعد. وهذا يؤكد أهمية ما أشرنا إليه في صدر بياني حول أهمية أن يرحب مجلس الأمن الموقر بهذا الحوار حتى تغادر الحركات مربع الشكوك والتوجس بعد أن تم توفير كل الضمانات اللازمة لتأمين مشاركتها وكامل حريتها في التعبير."
وفي زخم هذا الحراك السياسي والتفاعل الإيجابي مع مبادرة رئيس الجمهورية السوداني ودعوته إلى الحوار القومي الشامل، بما في ذلك الحركات المسلحة، أشار السفير السوداني إلى انطلاق مفاوضات في أديس أبابا بين حكومة السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال بالأمس:
"كما تعلمون فإن حركات دارفور المسلحة والحركة الشعبية قطاع الشمال تنضوي جميعا تحت مظلة تحالف الجبهة الثورية السودانية وقد استلفت الإشارة إلى تأكيد كافة الضمانات من جانب الحكومة لتأمين مشاركتها في الحوار الشامل بما يعزز أكثر فأكثر فرصة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة ومستدامة للأوضاع في دارفور في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق."