إسرائيل تتراجع عن مخطط برافر
تراجعت الحكومة الإسرائيلية اليوم الخميس عن مخطط "برافر بيغن" المثير للجدل، والذي يقضي بتهجير آلاف من بدو صحراء النقب ومصادرة أراضيهم.
وقال بيني بيغين -وهو وزير سابق كلف بتطبيق ما عرف بمخطط برافر- إنه أوصى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بإنهاء النقاش على القانون في الكنيست (البرلمان)"، وذلك بعد أيام من تقارير حول انقسام الائتلاف الحكومي في إسرائيل بشأن المخطط. وأكد أن "رئيس الوزراء وافق على هذا الاقتراح".
ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة (هآرتس) عن بيغن، قوله إن رئيس الوزراء قبل توصيته بتجميد التقدم في مشروع القانون، من دون أن يعرف ما إذا تم التخلي عن المشروع نهائياً أو تم تأجيله مؤقتا.
وانتقد بيغن -خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب- مهاجمي المخطط، وقال اجتمع اليمين واليسار والعرب واليهود من خلال استغلال معاناة البدو من أجل تأجيج المسألة لمصالح سياسية. وأضاف "لقد قمنا بأقصى جهدنا، ولكن أحياناً علينا أن نقر بالواقع".
وكان الكنيست الإسرائيلي قد صادق في قراءة أولى على مشروع قانون خطة برافر الذي يقضي بمصادرة نحو سبعمائة ألف دونم (الدونم= ألف متر مربع) من أراضي النقب وإزالة نحو أربعين قرية غير معترف بها، وتهجير نحو أربعين ألف شخص، مما يعني أن يتم حصر الفلسطينيين الذين يشكلون 30% من سكان النقب في 1% فقط من أراضي هذه المنطقة.
وفي المقابل صادقت الحكومة على إقامة قرابة عشرين مستوطنة في هذه الأراضي.
واعتمدت الحكومة الإسرائيلية في قرارها على تقارير أعدتها لجنة القاضي غولندبرغ وتقرير برافر لتنفيذ نقل السكان البدو في النقب، على أن ترصد الحكومة الإسرائيلية ميزانيات خاصة لذلك. وكانت الخطة تسمى في السابق "تسوية أوضاع الاستيطان البدوي في النقب".
يشار إلى أن نحو 260 ألفا من البدو يعيش معظمهم في صحراء النقب (جنوب)، ويقيم أكثر من نصفهم في قرى غير معترف بها دون بنى تحتية وفي فقر مدقع. ويرفض البدو المخططات الإسرائيلية بالتهجير والمصادرة، مؤكدين أن وجودهم في صحراء النقب سابق لقيام إسرائيل.
وفلسطينيو 48 الذين يقدر عددهم اليوم بـ1.4 مليون نسمة يتحدرون من 160 ألف فلسطيني ظلوا في أراضيهم بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948، ويشكل هؤلاء العرب 20% من السكان ويعانون من التمييز ضدهم خاصة في مجالي الوظائف والإسكان.