احذر من القنص.. فأنت في حلب
يهرول أبو خالد خافضا رأسه، ليعبر شارعا أقيم في نهايته ساتر ترابي. وهو يحاول أن يبقي جسده دون ارتفاع الساتر، لكن مشكلته أنه طويل وممتلئ الجسم، ومحاولته لن تكون مثالية للتخلص من قناص يكمن في بناية عالية وبعيدة، لكنه في النهاية لا بد أن يحاول، فذلك هو طريقه اليومي من بيته إلى السوق، ولن يسجنه الخوف من القناص في بيته على كل حال.
وحكاية أبو خالد تتكرر في كل ساعة مع الحلبيين الذين باتت مدينتهم تغص بالحياة رغم أن كثيرين منهم مضطرون للتعامل مع حالات تهديد جدية قد لا يصادفها المرء إلا في ساحات الحرب، وحلب هي ساحة حرب يعيش فيها ملايين المدنيين.
ومن يزر حلب يتوجب عليه أن يتعرف أنماط حياتها الجديدة، ومن بين ذلك كيفية تجنب رصاص القنص، والعودة من رحلة المشاوير اليومية إلى البيت بسلام.
تحذير بكل مكان
وقد بات شائعا أن تجد أمامك على مفارق الطرق لوحات كتبت بلا اعتناء تحذرك من التقدم، وإلا فستكون في مرمى قناص يربض في مكان ما، وإن لم تطالعك لافتة تحذير، فسيواجهك في أماكن كثيرة في المدينة ساتر ترابي أو بقايا حافلة أو مركبة محطمة، وضعت على مدخل شارع، ليكون ذلك تنبيها على وجود قناص في الجهة الأخرى من المدينة.