حليب أسود".. رواية عن أسرار الكتابة والأمومة
مدفوعة بقوة الأمومة وعطائها، وعشق الكتابة وأسرارها، تنقل التركية ألف شفق في يومياتها "حليب أسود" الصراعات التي اعتملت في داخلها قبيل زواجها ثم أثناء حملها بابنتها وإنجابها، ثم يوميات الكاتبة الأم، ومحاولات التوفيق بين الكتابة والأمومة، والتساؤل عما إن كان أحد الأمرين يعارض الآخر أو يقف في طريقه.
تخوض شفق في مذكراتها (منشورات مسكيلياني/تونس، ترجمة أحمد العلي 2016) في مواضيع الأمومة والكتابة والأدب، وتعرض مختلف الآراء التي تتناول هذه العلاقة الشائكة، وتنقل حكايات عدد من الأمهات الكاتبات، وبعض حكايات أولئك اللائي فضلن الكتابة على الأمومة، وتنقل وجهات نظرهن ودفاعهن عن اختياراتهن، معلقة عليها تارة، ومعجبة بهن تارة أخرى.
تصف شفق (ستراسبورغ/فرنسا 1971) كتابها بأنه قصة مواجهتها لتعددها الداخلي، وكيف تعلمت أن تتحد وتصير واحدة؛ حيث كانت تقدم نفسها على أنها كاتبة، ومترحلة، وعالمية، ومحبة للصوفية، وسلمية، ونباتية. وتغير ذاك الترتيب بعد أن أصبحت أمًّا.
كما تقول إنها كتبت كتابها بحليب أسود وحبر أبيض، ومزيج من القص والأمومة والتيه والاكتئاب، وترغب في قيادة قارئها في رحلتين معاً: واحدة إلى وادي الأطفال وعالم الأمومة، وأخرى إلى غابة الكتب والكاتبة، وذلك بحثاً عن إقامة توازن بين الأدوار المتعددة والمسؤوليات المختلفة للمرء في حياته.