阿拉伯语学习网
半岛台:ماذا فعلت الحرب بعقول السوريين؟
日期:2016-03-31 14:04  点击:444
 ماذا فعلت الحرب بعقول السوريين؟

مع بداية العام الحالي أعلن القاضي الشرعي في العاصمة السورية أن عدد المحجور عليهم في دمشق وحدها بلغ عشرة آلاف شخص خلال فترة "الأزمة"، بسبب نقص أهليتهم ووصولهم حدّ الجنون أو العته.

كما أكد مدير مشفى ابن خلدون للأمراض العقلية في حلب أن نحو 50% من سكان حلب "معاقون نفسياً"، وهي نسبة قريبة من تصريح منظمة الصحة العالمية التي أكدت في وقت سابق أن 40% من السوريين يعيشون "إعاقة نفسية".

وتأتي الوقائع على الأرض لتؤكد أن هذا العدد لم يأخذ في الاعتبار آلاف الحالات الأخرى التي لم تصل إلى أروقة المحاكم والمنظمات، في بلد مزقته الحرب وفاقت ويلاتها كل احتمال، فما من شكل من أشكال الموت والقهر إلا وجربه أهلها.

كل هذا أدى إلى اضطرابات وأمراض نفسية جاءت "ردّ فعل طبيعيا على أحداث غير طبيعية" عصفت بمعظم السوريين، إلا أنها على فداحتها كانت متوقعة ومتناسبة مع "حجم الكارثة" كما يرى مستشار مشاريع الصحة النفسية في منظمة "مستقبل سوريا الزاهر" الدكتور محمد أبو هلال الذي عايش الوقائع وتعامل مع مئات الحالات في الأردن وتركيا.

أمراض الحرب
ويؤكد أبو هلال أن معظم السوريين تأثروا نفسياً بشكل متفاوت، فمنهم من تأثر بشكل مباشر، وهو ما يسمى أحداثاً صادمة جاءت نتيجة مشاهد القتل والتعذيب والتهجير القسري واللجوء، كما تعرض قسم أكبر لنوع أقل من الصدمات يسمى الأحداث الضاغطة، مثل صعوبات العمل والانتقال وظروف العيش والتأقلم.

وقسّم السوريين إلى ثلاثة أقسام بحسب ردة فعلهم إزاء الصدمة، فهناك فئة تأثرت وظهرت عليها أعراض نفسية واضطرابات أشدها وأكثرها شيوعاً "الاكتئاب واضطراب الشدة والقلق المعمم". وهناك الفئة المقاومة وهي التي لم تتأثر نفسياً بالأحداث وتجاوزتها، أما المجموعة الثالثة فهي قليلة ولكنها مثيرة للاهتمام ويطلق عليها حالات "النضج ما بعد الصدمة"، وهؤلاء هم الذين يخرجون من أزماتهم أكثر نضجاً وتميزاً ويتحولون من ناس عاديين إلى قياديين في المجتمع.

ويرى الطبيب النفسي أن أكثر الناس تعرضاً لهذه الأمراض والاضطرابات هم أصحاب الإعاقات والذين تعرضوا للتعذيب أو الاغتصاب أو فقدوا ذويهم، محذراً من مخاطر العلاج الخاطئ الذي يلجأ إليه بعض المرضى بتعاطي المخدرات أو الكحول مما يزيد من تفاقم المرض ويؤدي إلى الإدمان.

ولفت إلى ضرورة العمل على إيجاد قاعدة عيش مقبولة للناس بشكل أساسي كعلاج مبدئي للحالات البسيطة، وتوفير خدمات اجتماعية وشبكات تكافل ورعاية. أما الفئة التي تعاني اضطرابات فلا بد من توفير خدمات متخصصة لها.

وعلى صعيد المخاطر المستقبلية حذر الدكتور أبو هلال من اضطرابات خطيرة تصيب الأطفال، ربما تظهر في مراحل المراهقة باضطرابات شديدة وحادة.
 
 

分享到:

顶部
10/09 17:28
首页 刷新 顶部