قلوب السودانيين تتآلف في تشييع الترابي
بين باك وحزين ضاقت بهم أرض مقبرة ضاحية بري شرق الخرطوم، شيّع الآلاف الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي إلى مثواه الأخير، والذي كان يعد رقما صعبا في الساحة السياسية، ومفكرا إسلاميا جمع بين العلوم الدنيوية والدينية.
وفي اختبار جديد لقدرة السودانيين على التمييز بين السياسة والمواقف الإنسانية، أشرقت شمس الخرطوم على كتل بشرية ضخمة من كل الأطياف لوداع الترابي الذي كان يمثل تأييده أو الاختلاف معه شيئا من التباهي.
ولم تمنع الاختلافات الفكرية والسياسية في البلاد كافة المشيعين من ترديد شعارات المؤتمر الشعبي والإسلاميين المعهودة، مثل التكبير والتهليل و"سائرون على الدرب سائرون"، وبينهم من خنقته العبرة ومن غلبته لحظات الفراق فارتسم في وجوههم الحزن.
وحول نعش الفقيد المتواضع -كصاحبه- كانت تقطر دمعات الشيوعيين والبعثيين والإسلاميين، كما شيعته كل لافتات السودان الحزبية والسياسية، بما فيها الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال التي قالت إن الفقيد لعب أدوارا مهمة في البلاد منذ ستينيات القرن الماضي.
وأضافت الحركة الشعبية -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- أن الترابي عبّر مرارا عن رغبته في الإسهام في منع تشتيت السودان وتمزيق ما تبقى منه والاطمئنان على مضيه في الاتجاه الصحيح، وأننا ندعو الإسلاميين السودانيين بأن يتخذوا من رحيل الترابي مناسبة للتوجه نحو تحقيق مشروع وطني جديد يقوم على "المواطنة بلا تمييز والديمقراطية والعدالة الاجتماعية".