أطفال سوريا بتركيا.. صدمات نفسية وضياع
عنف زائد، وحالات نفسية مستعصية لا تسلم منها كذلك أمهاتهم الأرامل، وانعدام المعيل.. ذلك ما يجمع آلاف الأطفال اليتامى السوريين ممن قتل آباؤهم في خضم الثورة السورية وانتشلتهم بعض الجمعيات الخيرية هنا بتركيا من براثن ضياع وقع فيه آلاف آخرون على امتداد قرى تركيا ومدنها ونجوعها.
لم ينبس عدي (ست سنوات) ببنت شفة رغم المحاولات المستميتة لجره إلى الكلام، وبقي متسمرا على مقعده مطرقا ببصره إلى أدنى طوال فترة لقائنا بوالدته داخل مقر "جمعية رعاية أبناء المجاهدين".
الجمعية -التي لم ترخص بعد ولذلك لا تريد مديرتها ذكر اسمها أو مكانها- تستقبل 32 طفلا وثماني أمهات و"تستهدف الحالات الصعبة، وخاصة أبناء المجاهدين ممن ليس لهم معيل" وفق قول المديرة، وهي سورية في الثلاثين.
أشارت والدة عدي -وهي من قرية الحيالين بريف حماة- إلى أن تلك الحالة التي تنتابه أحيانا لساعات وأحيانا تقوده لنوبة عنف زائد، لازمته مذ شاهد جثة والده هشام الأحمد إثر مقتله في اشتباك على حاجز الأربعين بريف إدلب قبل عام وثلاثة أشهر.
أما أخوه قصي فتنتابه هو الآخر نوبة هلع كلما شاهد رجال شرطة أتراكا ويصيح "بدهم يقوّسو (يريدون أن يطلقوا النار) علينا.. بدهم يقتلونا".