معتقلون يروون عن الجحيم بالسجون السورية
طأطأت رأسها خجلا، وأشحت بوجهي عن ناظريها لتشجيعها على الاسترسال في الحديث، وبعد تلعثم وتردد، تشجعت أ.ج (20 عاما) لتروي لنا كيف اضطرت لاستخدام ملابس ملطخة بالدماء والقمل والحشرات تعود لمعتقلين آخرين للتعامل مع دورتها الشهرية، وكيف وقفت عارية أمام مسؤول التفتيش في زنازين النظام السوري بدمشق.
لم تعتصر الفتاة السورية ذاكرتها كثيرا لاستعادة تلك المشاهد، فهي حاضرة بذهنها لا تغيب، ويبدو أن التعذيب البدني القاسي ليس إلا جزءا يسيرا مما يتعرض له المعتقلون في سجون النظام.
وتتذكر الشابة أيام اعتقالها. فرغم أنها هي نفسها عذبت بالضرب على الأرجل بأسلاك كهرباء شائكة، وبعمليات الشبح (ربط اليدين والرجلين في السقف) ومن ثم الضرب على الرأس، وحشرت مع 13 فتاة في غرفة طولها متران وعرضها متران، فإن أكثر ما كان يؤلمها -كما تقول- هو أصوات التعذيب القادمة من الغرف المجاورة.