روحاني وسيطا في سوريا.. درس في التكتيك
افتقرت دعوات إيران للحوار بين المعارضة السورية ونظام الرئيس بشار الأسد خلال حكم الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى المصداقية. ولم يكن السبب مرتبطا -بنظر القوى الدولية الكبرى والمعارضة السورية- بانحياز إيران إلى نظام الأسد ودعمه عسكريا وماديا فحسب, بل برفضها للتسوية المبدئية التي توصل إليها القطبان الروسي والأميركي بشأن الأزمة السورية في يونيو/حزيران 2012، والمعروفة بجنيف 1.
ورغم ذلك, سجلت طهران في الشهر التالي, وخلال حكم الرئيس أحمدي نجاد تبديلا في أسلوب تعاملها مع الأزمة السورية, عندما دعا وزير خارجيتها وقتذاك علي أكبر صالحي إلى استضافة جلسات حوار بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة. إلا أن الأخيرة ممثلة برئيس مجلسها الوطني برهان غليون رفضت الدعوة واعتبرت أن طهران "شريكة في قتل السوريين".
بيد أن محاولات إيران ما لبثت أن تكررت قبل أيام، لكنها أتت هذه المرة من حسن روحاني الرئيس الساعي لتغيير صورة إيران في العالم, والعامل على مد جسور الثقة بينها وبين الغرب, في كافة الملفات الإشكالية, ومن ضمنها الأزمة السورية.
فقد أعلن روحاني في مقالة نشرت الخميس على الموقع الإلكتروني لصحيفة واشنطن بوست الأميركية أن حكومته "مستعدة لتسهيل الحوار" في سوريا بين النظام والمعارضة. وأتى الاقتراح الإيراني مباشرة بعد موافقة دمشق على تسليم ترسانتها الكيميائية, ونجاح الدبلوماسية الروسية في تجنيب النظام ضربة عسكرية أميركية على خلفية قصف الغوطة الشرقية بالكيميائي في 21 أغسطس/آب الماضي.