تفاوض لإجهاض إعلان الدولة الفلسطينية
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن جهودا مكثفة تُبذل لإجهاض محاولة فلسطينية لإعلان الدولة من طرف واحد والحصول على عضوية الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل.
ويحاول دبلوماسيون غربيون إغراء الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين بالعودة إلى المفاوضات على أساس صيغة الرئيس الأميركي باراك أوباما لإقامة دولة على أساس حدود 1967 مع تبادل الأراضي المتفق عليها.
وذكرت الصحيفة أن الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين أبلغوا المسؤولين الأميركيين والأوروبيين مرارا في الأسابيع الأخيرة أنهم يريدون العودة إلى المحادثات. ولكن مع التفكك الموجود والتحركات العديدة، فإن الجانبين يائسين من الوضع الراهن، مما يعني أن النجاح بعيد عن التحقيق.
واعربت الحكومة الإسرائيلية عن غضبها من اعتماد الرئيس أوباما مرجعية حدود 1967، فهي ترى عدم إمكانية الدفاع عن هذه الحدود، ولا تريد أن تلتزم مسبقا بالتخلي عن الأراضي داخل إسرائيل مقابل إبقاء الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية.
ولكن المسؤولين الإسرائيليين اعترفوا بقلة الخيارات أمامهم وهم مضطرون للعمل وفق أساس التفاوض إذا كانوا يريدون وقف توجه الفلسطينيين للأمم المتحدة، لأن نجاحهم يعني أن إسرائيل ستعاني من العزلة والضغوط ومواجهة عقوبات دولية في هيئات محددة مثل المحكمة الجنائية الدولية.
وقال مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن هويته إن الهدف هو تحقيق شيء على طاولة التفاوض بحيث نمنع حدث شهر سبتمبر/أيلول، وأضاف "بالنسبة لنا، هذا يعد اعترافا بالسيادة اليهودية".
وذكرت الصحيفة بما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأول الخميس من أن نهاية الصراع مع الفلسطينيين ستبدأ عندما يعترف قادتهم بكلمات محددة "نقبل بإعلان الدولة اليهودية".
وأكدت الصحيفة أن هناك قضيتين من شأنهما تهدئة الإسرائيليين أيضا وهما التأكيد على السماح للاجئي حرب 48 بالاستقرار في دولة فلسطين المقبلة وليس في الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 48، والوجود الأمني الإسرائيلي على امتداد نهر الأردن.
من جهتهم، قال الفلسطينيون إنهم بحاجة لتوفر شرطين من أجل استئناف المحادثات، الأول: اعتماد حدود 1967 أساسا لدولتهم، والثاني: وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية ولو بشكل مؤقت. ومع عرض الرئيس أوباما الشرط الأول، قال بعض المسؤولين الفلسطينيين إنهم قد يسقطون الشرط الثاني، لكنهم أكدوا أنهم لن يقبلوا بوجود عسكري إسرائيلي في دولتهم، كما أنهم لن يعترفوا بإسرائيل كدولة يهودية أو التخلي عن حقوق اللاجئين في العودة.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأميركيين يدرسون إمكانية دعوة الطرفين لدراسة وثيقة تتناول هذه الشروط، ويعرضون على الفلسطينيين والإسرائيليين قبول الدعوة من دون الالتزام بالتوقيع على أي اتفاق، لكنهم يعترفون بهشاشة هذا العرض ليكون أساسا للتفاوض.
وقال مسؤولون فلسطينيون إنه حتى لو كانت هناك محادثات، فإن التوجه إلى الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول سيظل قائما، لكن مسؤولين أميركيين وأوروبيين قالوا إن للرئيس الفلسطيني محمود عباس أفكارا أخرى، بعد أن أبلغه الأميركيون بأن واشنطن ستمارس الفيتو في مجلس الأمن وستسعى لتقليص الأصوات المؤيدة في الجمعية العامة، كما أن دولا أوروبية منها ألمانيا وإيطاليا أبدت معارضتها للخطوة الفلسطينية.
وأكدت الصحيفة أن ما كان يبدو قبل أشهر من أنه نصر فلسطيني مؤكد في الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، أصبح أمرا غامضا والفلسطينيون يعيدون اليوم حساباتهم.