درعا.. من هنا كانت البداية
تستعيد درعا في هذه الأيام ذكرى أحداث مضت منذ سنتين، وكانت بداية لحراك ثوري امتد لمناطق سوريا المختلفة، فهنا لم يكن يدري أطفال البلدة الذي خطوا عبارات "الشعب يريد إسقاط النظام" على أحد الجدران أنهم يرسمون خط بداية لتاريخ جديد للبلاد.
العبارات المناوئة للنظام كانت سببا لاعتقال هؤلاء الأطفال مع مدرساتهم من قبل أجهزة الأمن التي لم تلق بالا لمطالب الأهالي بالإفراج عن أبنائهم، ولم تفلح المحاولات لدى محافظ درعا فيصل كلثوم ورئيس فرع الأمن السياسي عاطف نجيب ابن خالة الرئيس السوري بشار الأسد في تحرير هؤلاء المعتقلين، وهو ما أجج مشاعر الغضب التي تدفقت في مسيرة كبيرة بالمدينة.
المسيرة رفعت شعارات "بدنا ولادنا اللي بالسجون"، "الله سوريا حرية وبس"، "من حوران هلت البشاير"، ورفعت معها حاجز الخوف الذي سكن النفوس من بطش أجهزة النظام الراسخة في الحكم على مدى عقود.
توالت المحطات بعد ذلك في مسيرة الثورة بدرعا، فكانت "جمعة الكرامة" بمظاهراتها التي كانت أبرزها تلك التي شهدها الجامع العمري بدرعا البلد، هناك كان الرصاص الحي في استقبال المواطنين وكان محمود الجوابرة وحسام عياش أول الأسماء في قائمة القتلى التي تسع اليوم أكثر من ستين ألفا.
الجامع العمري شهد أيضا أول اعتصام في الثورة التي تدخل عامها الثالث، فمن منبر هذا الجامع وجه الشيخ أحمد الصياصنة انتقادات لاذعة للنظام بعد فشل اللقاء الذي جمع وفدا من أهالي درعا ببشار الأسد. هذا الموقف رفع الشيخ الضرير إلى مرتبة رمز من رموز الثورة خاصة بعد اعتقاله مرات كثيرة، وقتل نجله وتعذيب عدد من أقاربه.