أمير قطر: الانتهاكات بسوريا وفلسطين وصمة عار
قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إن هناك دولاً لا تفعل غير الإدانة اللفظية لما يجري في سوريا من إبادة جماعية يرتكبها نظام الحكم، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والوقوف بجانب الشعبين السوري والفلسطيني.
ووصف أمير قطر في كلمته بافتتاح المنتدى الخامس لتحالف الحضارات في العاصمة النمساوية فيينا، ما يجري في سوريا وفلسطين من انتهاكات بأنه وصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي، وقال إن قوى رئيسية في العالم ما زالت تقف موقفا غير عادل يمنع حل آخر قضية استعمارية في التاريخ وهي قضية فلسطين التي تتفاقم وتشكل مصدرا دائما للتوتر ومصدرا لاعتقاد الناس أن العنصرية ما زالت سائدة في المجتمع الدولي.
وأضاف أننا نشهد مؤخرا موقفا داعما من قبل دول مركزية لعملية قتل شعب "جنوسايد" من قبل نظام فاقد للشرعية في سوريا ونرى دولا أخرى تدين ذلك لفظيا فقط.
وأكد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على ضرورة أن تسود قيم العدالة والمساواة والقانون الدولي وأن تغيب ازدواجية المعايير في العلاقات الدولية، ودعا إلى نبذ التطرف وإلى التصدي لكل التيارات الهدامة، مشددا على أن وسائل الإعلام لديها رسالة ومسؤولية إنسانية.
وقال إن هناك حاجة ملحة لمبادرة تحالف الحضارات تفرضها مظاهر عدة، منها تزايد الفهم الخاطئ للدين الإسلامي الحنيف والحضارة الإسلامية، إضافة إلى ما يتعرض له المسلمون من مظاهر التهميش والتمييز والكراهية في العديد من مناطق المعمورة.
وأضاف أن مبادرة تحالف الحضارات هدفها "بناء آفاق تعاون متعددة بين مختلف الأمم والشعوب ومعالجة التوترات والنزاعات والقضاء على كل ما من شأنه أن يزيد في توسيع الهوة بين الأمم".
كما دعا إلى اعتماد الإرادة السياسية والشعبية لبناء مجتمع إنساني عالمي يقوم على المشترك ويحترم الخصوصية.
واعتبر الشيخ حمد أن ما سماها تعقيدات إيجاد التوازن بين حرية التعبير واحترام وحماية حقوق الآخرين ومقدساتهم ومعتقداتهم ومشاعرهم, وعدم تجريم الممارسات العنصرية، "كل ذلك يرسّخ خرافة صراع الحضارات, ويساعد على تجذّر خطاب الكراهية في الوعي الجماعي, ويوقد جذوة النزاعات, ويقوّض الجهود المبذولة لنشر مبادئ التقارب والتعايش, وتشجيع التنوع الثقافي بين الشعوب".
مسؤولية الإعلام
وتحدث أمير قطر في كلمته عن وسائل الإعلام، وقال إن مسؤوليتها المتعاظمة تكمن "في خلق الصورة الصحيحة عن الآخر مع الابتعاد عن الفرضيات الجاهزة والأحكام المسبقة على الآخر والنظر إلى حقائق الأمور".
واعتبر أن نجاح الحوار بين الحضارات مشروطاً إلى حد بعيد بتوفر هذا المستوى من العقلانية والنزاهة في وسائل الإعلام، التي قال إنها ينبغي أن تأخذ في الاعتبار أن لديها رسالة ومسؤولية إنسانية.
وأضاف الشيخ حمد قائلا "إن حرية التعبير ضرورية ولكنها لا تكفي، ويجب أن تترافق مع المسؤولية. وأنا أتحدث هنا عن المسؤولية الأخلاقية والإنسانية، وليس السياسية".