ميركل تتفقد "باتريوت" الألمانية بتركيا
تفقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل -في مستهل زيارتها لتركيا الأحد- بطاريات صواريخ باتريوت التي نشرتها برلين في إقليم كهرمان ماراس بشرق تركيا قرب الحدود السورية.
وقالت ميركل إن القوات الألمانية الموجودة في هذه المنطقة ستساعد في قضية مختلفة لكنها لا تقل أهمية، وهي موضوع انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وأضافت مخاطبة 320 جنديا ألمانياً يعملون على تشغيل البطاريات "أعتقد أنكم جميعا تقومون بكل ما يتطلب واجبكم القيام به من أجل ألمانيا وتركيا، وللتفاهم بشكل أفضل في مسألة مختلفة للغاية".
وجاء نشر البطاريات بعد طلب تقدمت به تركيا إلى شركائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) للتصدي لأي هجوم سوري.
وأرسلت كل من ألمانيا والولايات المتحدة وهولندا بطاريتين مع ما يصل إلى 400 جندي لتشغيلها، إثر طلب تقدمت به أنقرة لمساعدتها في تعزيز دفاعاتها الجوية، بعدما تكرر سقوط قذائف من القوات النظامية السورية داخل الأراضي التركية، في إطار تداعيات الثورة المستمرة منذ أكثر من 22 شهرا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وتتمركز بطاريات الصواريخ في ثلاث مدن بجنوب شرق تركيا، ويقول حلف شمال الأطلسي إنها ستحمي 3.5 ملايين تركي من أي هجمات صاروخية، وباستطاعة أنظمة البطاريات إسقاط الصواريخ المعادية في الجو.
صيانة البطاريات
وفي السياق، قال وزير الدفاع التركي عصمت يلماز إن منظومات باتريوت التي نشرتها الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا على الحدود مع سوريا تحتاج إلى 15 مليون ليرة تركية سنوياً (أي ما يعادل 8.5 ملايين دولار) لصيانتها.
وقال يلماز -أثناء جولة تفقدية في محافظتيْ أضنة ومرعش مع نظيريه الألماني توماس دي ميزيير، والهولندية جينين هينيس بلاسشيرت- إن إقامة البنية التحتية للبطاريات هو من صميم مسؤولية تركيا، لكنه أضاف أن النفقات الأخرى مسؤولية الدول المشاركة.
وأضاف أن تركيا طلبت مساعدة الناتو لنشر هذه الصواريخ، لأن النظام السوري هو نظام دكتاتوري لا يمكن لأحد أن يتوقع ردود أفعاله، خاصة بعد قصفه لشعبه بالصواريخ.
من جانبها، أوضحت وزيرة الدفاع الهولندية أن نشر تلك الصواريخ سيكلف بلادها سنوياً 40 مليون يورو، فيما أجاب وزير الدفاع الألماني -رداً على سؤال حول تكلفة نشر بلاده لمنظومة باتريوت جنوب تركيا- بأن الأمن لا يقدر بالمال.
انتقادات
وفي منحى آخر، وجه زعيم الحزب الاشتراكي الألماني الديمقراطي المعارض زيجمار جابريل انتقادات حادة لسياسة حكومة ميركل حيال تركيا.
وقال زيجمار إن أسلوب المماطلة في التعامل مع تركيا أدى إلى ابتعادها عن الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن "تركيا ليست لديها مشاكل في الانضمام للاتحاد الأوروبي، ولكن الأخير في حالة سيئة لا تمكنه من قبول أي عضو آخر".
واتهم جابريل المستشارة الألمانية بانتهاج طريقة غير عادلة في التعامل مع تركيا بعدما كرر تحالف ميركل المسيحي الديمقراطي أكثر من مرة رفضه منح أنقرة عضوية كاملة داخل التكتل، وعرض منحها -بدلا من ذلك- ما أسماه "شراكة مميزة".
وقال وزير البيئة السابق إن المماطلة مع تركيا مستمرة منذ 50 عاما، غير أنه أشار إلى أن تركيا "لن تنضم غدا إلى الاتحاد الأوروبي، مطالبا باستئناف مفاوضات الانضمام مرة أخرى، والتي قال إنها ربما ستسغرق من خمسة إلى عشرة أعوام.