تونس تحتفل بالثورة وسط دعوات للاحتجاج
يحيي التونسيون اليوم الاثنين الذكرى الثانية لانطلاق شرارة ثورتهم من مدينة سيدي بوزيد، وسط تجاذبات سياسية ودعوات للعاطلين والفقراء هناك للتظاهر الاحتجاجي بدلا من الاحتفال.
ودعا حزب الجبهة الشعبية المحسوب على اليسار الاشتراكي إلى تنظيم احتجاج سلمي اليوم في ولاية سيدي بوزيد بدل الاحتفالات بالذكرى الثانية لاندلاع الثورة التونسية انطلاقا منها.
وقالت التنسيقية الجهوية للحزب في محافظة سيدي بوزيد (350 كلم جنوب غرب العاصمة) إن الدعوة إلى الاحتجاج موجهة إلى كل العاطلين والفقراء بالجهة.
وطالب عضو التنسيقية بالجهة لزهر الغربي في تصريح إذاعي أهالي سيدي بوزيد بـمقاطعة "الاحتفالات النوفمبرية للسلطة"، في إشارة إلى احتفالات 7 نوفمبر/تشرين الثاني التي كان يحييها النظام السابق تحت حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي كل عام بمناسبة ذكرى استلامه للسلطة.
ومن جهتها دعت الهيئة الجهوية لحماية ثورة 17 ديسمبر/كانون الأول في بيان لها أهالي سيدي بوزيد إلى وقفة احتجاجية سلمية في إطار احتفالاتها بالدورة الثانية لمهرجان الثورة. وقال مهدي الحرشاني عضو الهيئة "سنقوم بحركة احتجاجية لأن عامين مرا على الثورة ولم يتحقق شيء في المحافظة".
وأضاف الحرشاني "الرئاسات الثلاث في تونس كانت وعدت بتخصيص يوم 17 ديسمبر/كانون الأول كعيد وطني يرمز لتاريخ اندلاع الثورة وليس يوم 14 فبراير/شباط التاريخ الذي سقط فيه النظام لكنهم لم يفعلوا كما وعدوا بتخصيص برنامج استثنائي للتنمية ولم يلتزموا أيضا".
وسيدي بوزيد هي مهد الثورة التونسية التي اندلعت شرارتها في مثل هذا اليوم قبل عامين عندما أحرق الشاب محمد البوعزيزي -وهو بائع خضار على عربة متجولة- نفسه احتجاجا على مصادرة السلطات عربته.
وامتدت الاحتجاجات بعد حادثة الحرق إلى باقي المحافظات لتصل إلى العاصمة في 14 يناير/كانون الثاني 2011 حيث احتشد الآلاف أمام مقر وزارة الداخلية حتى سقط النظام وأعلن فرار زين العابدين بن علي وعائلته إلى خارج البلاد.
وبعد الإطاحة بالنظام السابق استمرت الاحتجاجات الاجتماعية من حين لآخر في سيدي بوزيد وعدد آخر من المحافظات التونسية، خاصة بجنوبي البلاد وغربيها بسبب تأخر برامج التنمية والتشغيل وانتشار الفقر والبطالة.