تنديد أميركي بفض احتجاج طلابي بالخرطوم
نددت الولايات المتحدة بما وصفته الاستخدام المفرط للقوة من جانب الشرطة السودانية أثناء فض احتجاج طلابي على مقتل أربعة طلاب من دارفور عثر على جثثهم قبل أيام.
واتهم مستشار شؤون دارفور بالإدارة الأميركية دان سميث حكومة الخرطوم بمخالفة اتفاق وقعته مع فصائل التمرد في دارفور العام الماضي، من خلال التصدي لطلاب "يطالبون بحقوقهم".
وكانت الشرطة السودانية قد استخدمت أمس الغاز المدمع لفض تجمع لطلبة الجامعة في العاصمة بشأن وفاة أربعة طلبة من دارفور عثر على جثثهم في قناة مائية الأسبوع الماضي.
ونقلت رويترز عن شهود أن طلبة من إقليم دارفور تجمعوا الثلاثاء عند جامعة أم درمان الإسلامية في الخرطوم في احتجاج آخر عندما هاجمهم مؤيدون لحزب المؤتمر الوطني الحاكم. وقال الشهود
إن الشرطة استخدمت الغاز المدمع والهراوات لتفريق المحتجين وأجبرتهم على التقهقر إلى السكن الجامعي حيث نشب حريق، اتهم فيه أشخاص يرتدون ملابس مدنية.
كما ألقى الاتحاد العام للطلبة بولاية الخرطوم -وهو جماعة ينظر إليها كما تقول رويترز على أنها قريبة من الحزب الحاكم- بالمسؤولية في أعمال العنف على "اختطاف أربعة طلبة بأيدي جماعة موالية لزعيم متمردي دارفور عبد الواحد محمد نور". وذكر الاتحاد في بيان أن نحو مائة طالب أصيبوا في الاشتباكات، بينما لم يرد تعليق فوري من الشرطة.
وكانت أحدث موجة من المظاهرات قد بدأت بعد أن عثر على جثث أربعة طلبة في قناة قرب جامعة الجزيرة في منطقة زراعية جنوبي الخرطوم، حيث قال ناشطون إنهم اختفوا عندما هاجم مؤيدون للحزب الحاكم طلبة من دارفور يتظاهرون للمطالبة بإعفائهم من الرسوم الدراسية، وهو ما يحتاج إلى مرسوم رئاسي.
بدورها، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش -التي تعنى بحقوق الإنسان ومقرها نيويورك- الحكومة السودانية إلى محاسبة المسؤولين. ونقلت المنظمة عن شهود قولهم إن قوات الأمن دفعت المحتجين نحو القناة المائية مما تسبب في سقوط البعض.
وقال شاهد عيان رفض ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية إن الطلاب خرجوا من مساكن الطلبة يحملون حقائبهم وأوقفوا الحافلات. وفي مقابل ذلك، وجهت اتهامات إلى 11 طالبا شاركوا في احتجاج بجامعة الخرطوم في شمال العاصمة بتعريض السلامة العامة للخطر.
يشار إلى أن موجات من المظاهرات حدثت في وقت سابق من العام الجاري ضد الرئيس السوداني عمر البشير -المطلوب من جانب المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في دارفور- إلا أن تلك المظاهرات لم تستمر لأكثر من أسبوع.
وتعد المظاهرات الأخيرة التي استمرت أربعة أيام هي الأطول التي يشهدها السودان منذ موجة الاحتجاجات ضد إجراءات التقشف الحكومية في يونيو/حزيران الماضي، رغم الفشل في حشد أكثر من بضع مئات في المرة الواحدة، حسب رويترز.