جلسة أممية بشأن غزة ومصر تسحب سفيرها
عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لبحث الوضع في قطاع غزة، بناء على طلب من مصر التي سحبت سفيرها من إسرائيل احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على القطاع. ومن المقرر أن يتحدث في جلسة مجلس الأمن المندوبان الفلسطيني والإسرائيلي.
في غضون ذلك ذلك، أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتفقا فيه على ضرورة وقف الصواريخ الفلسطينية لتهدئة الوضع بغزة.
كما أجرى أوباما اتصالا هاتفيا مع الرئيس المصري محمد مرسي اتفقا فيه على ضرورة تهدئة الوضع في القطاع.
وقد قررت مصر في وقت سابق سحب سفيرها لدى إسرائيل احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة, وأكدت مصادر بمطار القاهرة أن السفير الإسرائيلي لدى مصر غادر إلى إسرائيل، كما كلفت القاهرة سفيرها لدى الأمم المتحدة للدعوة لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن "لبحث الاعتداء على أرواح الأبرياء من الفلسطينيين"، فيما أعلنت الجامعة العربية أنها ستعقد اجتماعا السبت لبحث الهجوم.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي إن الرئيس محمد مرسي أصدر توجيهات بسحب السفير المصري احتجاجا على الهجوم الذي خلف تسعة شهداء بينهم أحمد الجعبري قائد كتائب عز الدين القسام وأكثر من 90 جريحا.
وقد استشهد الجعبري بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة كان يستقلها قرب مجمع الخدمة العامة بمدينة غزة، وأسفرت تلك الغارة أيضا عن استشهاد سائق الجعبري.
وتوقع مراسل الجزيرة في غزة أن تكون هناك تداعيات واسعة وخطيرة لذلك التطور اللافت في خضم موجة العنف والاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة في الأيام الخمسة الماضية.
وأضاف المراسل أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ حملة واسعة بعنوان "عمود الغيمة" لاغتيال قيادات من مختلف فصائل المقامة الفلسطينية في قطاع غزة.
وقد أكدت مصادر مطلعة في مطار القاهرة أن السفير الإسرائيلي في مصر غادر المطار إلى تل أبيب بصحبة عدد من موظفي السفارة.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي صرح بأن الوزارة أبلغت السفير الإسرائيلي في القاهرة "رسالة احتجاج شديدة اللهجة على العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة".
قطر تدين
وبدورها أدانت قطر على لسان رئيس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الهجوم، قائلة إنه من المفترض ألا يمر دون عقاب. ودعا حمد بن جاسم مجلس الأمن للقيام بمسؤوليته لوقف ذلك الاعتداء.
كما أدان المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي في ختام أعماله بالرياض الأربعاء الغارات الإسرائيلية على غزة، ودعا مجلس الأمن لإدانة إسرائيل وتحميلها جميع المسؤوليات المترتبة على العدوان.
وكانت مصر أدانت بشدة الهجوم، وقال وزير خارجية مصر محمد كامل عمرو إن القاهرة "تدين بكل شدة ووضوح ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة من هجوم وعمليات لقتل المدنيين واغتيالات".
وطالب عمرو إسرائيل بوقف الغارات فورا، وحذرها من أن أفعالها تأتي في "مرحلة حرجة تمر بها المنطقة، الأمر الذي يهدد بإشعال الموقف بصورة خطيرة".
وبدوره دعا حزب الحرية والعدالة إلى رد سريع عربي ودولي "لوقف هذه المجازر".
وقال في بيان إن على إسرائيل أن تأخذ في الحسبان التغيير الذي حدث في العالم العربي، خاصة مصر، الذي "لن يسمح بوضع الشعب الفلسطيني تحت وطأة العدوان الإسرائيلي كما كان في الماضي".
كما أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو الهجوم ووصفه بأنه "جريمة بشعة وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية".
قلق روسي
وفي إطار ردود الفعل الدولية أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن "قلقه الشديد" حيال تصعيد أعمال العنف في قطاع غزة، وقال لافروف في مؤتمر صحفي بالرياض بعد لقاء مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي "نحن قلقون للغاية جراء التطورات" في غزة.
من ناحيتها أدانت الولايات المتحدة بشدة إطلاق صواريخ فلسطينية من قطاع غزة، مؤكدة دعمها لما وصفته حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
كما دعت بريطانيا كل الأطراف إلى ضبط النفس، قائلة إن التصعيد "ليس في مصلحة أحد".