المعارضة تدعو الأسد للتنحي فورا
أنهى مؤتمر المعارضة السورية أعماله بمدينة أنطاليا التركية، بتشكيل هيئة استشارية، ومطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي فورا، في حين طالبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المجتمع الدولي باتخاذ موقف موحد تجاه ما سمته القمع في سوريا وقالت إن نظام الأسد بدأ يفقد الشرعية.
وتضم الهيئة التي تمخض عنها المؤتمر 31 عضوا وتتلخص مهامها في متابعة أعمال دعم الداخل وتنسيق سبل دعم الحركة الاحتجاجية وتنفيذ مقررات مؤتمر المعارضة.
وجاء في البيان الختامي الذي أصدره المؤتمر أن الأعضاء ملتزمون بمطالب الشعب السوري بإسقاط النظام ودعم ثورة الشعب من أجل الحرية والكرامة. ودعا المؤتمر الأسد إلى الاستقالة الفورية وتسليم السلطة إلى نائبه لحين تشكيل مجلس يتولى نقل البلاد إلى الديمقراطية.
مجلس انتقالي
ودعا البيان إلى انتخاب مجلس انتقالي مهمته وضع دستور للبلاد، ومن ثم الدعوة إلى انتخابات برلمانية ورئاسية "خلال فترة لا تتجاوز العام ابتداء من استقالة الأسد".
البيان أكد الاستمرار في دعم ثورة الشعب حتى تحقيق أهدافها ورفض التدخل الأجنبي وأن الثورة لا تستهدف أي فئة معينة |
وأكد البيان "الاستمرار في دعم ثورة شعبنا حتى تحقيق أهدافها ورفض التدخل الأجنبي مشددين على أن الثورة لا تستهدف أي فئة معينة".
ووفق البيان فإن "الشعب السوري يتكون من قوميات عديدة عربية وكردية وكلدو أشورية وشركس وأرمن، ويؤكد المؤتمر على تثبيت الحقوق المشروعة والمتساوية لكل المكونات في دستور سوريا الجديدة" داعيا "إلى الدولة المدنية القائمة على ركائز النظام البرلماني التعددي" متجنبا بذلك الدخول في الجدل حول العلمانية أو فصل الدين عن الدولة الذي أثار خلافا بالمؤتمر.
وتنافست في انتخاب الهيئة الاستشارية قائمتان إحداهما تضم مستقلين وأخرى تضم كافة الشرائح وفازت الأخيرة بأكثرية الأصوات.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن اللائحة الفائزة تضم أربعة من جماعة الإخوان المسلمين وأربعة من إعلان دمشق وأربعة من الأكراد وأربعة من العشائر، في حين خصصت المقاعد الـ15 الباقية للشبان الذين أكدوا في مداخلاتهم في المؤتمر أنهم لا ينتمون لأي حزب أو تنظيم.
وكانت الجلسة الصباحية للمؤتمر قد شهدت جدلا حول تضمين أو عدم تضمين البيان الختامي دعوة إلى فصل الدين عن الدولة، وانتهى الأمر إلى صيغة توفيقية وردت في البيان الختامي دعت إلى "الدولة المدنية القائمة على ركائز النظام البرلماني التعددي".
كلينتون قالت إن على الأسد التنحي إذا أخفق في وقف أعمال العنف ضد شعبه (رويترز) |
كلينتون تطالب
من جهتها طلبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من المجتمع الدولي اتخاذ موقف موحد في مواجهة القمع الذي يمارسه نظام الرئيس السوري بشار الأسد للاحتجاجات في سوريا، مضيفة أن نظام الأسد بدأ يفقد الشرعية.
وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحفي إنه "إذا أخفق الرئيس الأسد في وضع حد لأعمال العنف ضد أبناء شعبه وتأخرت عملية الإصلاح فعليه -كما قال الرئيس باراك أوباما- أن يتنحى جانبا".
وأضافت أن "بقاءه في السلطة مع استمرار القمع يعني أنه يجعل ذلك خياره".
تنفيذ كامل
من جانب آخر دعت منظمة العفو الدولية الرئيس السوري بشار الأسد إلى تنفيذ كامل للعفو العام الذي أصدره من خلال الإفراج عن جميع سجناء الرأي فورًا، بمن فيهم الذين اعتُقلوا بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات السلمية.
وقالت المنظمة إن نشطاء حقوق الإنسان في سوريا أبلغوها أن الإفراج يبدو عشوائيا مع بقاء عدة مئات من الناس قيد الاحتجاز والكثير منهم بمعزل عن العالم الخارجي.
وكان الرئيس الأسد قد أصدر الثلاثاء الماضي عفوًا عن الذين سُجنوا لجرائم ارتُكبت قبل 31 مايو/أيار الماضي، بما في ذلك أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المحظورة وغيرهم من السجناء السياسيين.