لاجئو سوريا: مخاطر التسلل وشقاء الانتظار
عند معبر باب السلامة الحدودي بين سوريا وتركيا، يجد السوريون أنفسهم أمام ثلاثة خيارات للانتقال إلى الجانب التركي، فإما استخدام جوازاتهم عبر معبر يسيطر عليه الجيش السوري الحر ويرفع علم الاستقلال بجانب العلم التركي، أو الانتظار إلى أجل غير مسمى إن لم تكن لديهم جوازات، أو التسلل عبر طرق جانبية وعرة، وقد اخترنا تجربة الخيار الأخير من تركيا ذهابا وإيابا لاكتشاف الخيارين الآخرين.
أرشدنا أحد السوريين للطريق مقابل مائة دولار، وكانت النصائح تتضمن عدم التصوير والسير بين حقول التين والزيتون في مسار محدد تجنبا للألغام، ثم تخطي الأسلاك الشائكة، والجري في وضع منخفض أو الزحف، غير أنه نسي تحذيرنا من لدغات الدبابير التي نالت منا.
وعلى الجانب السوري، كان الجيش السوري الحر يسيطر كليا على المعبر إداريا وعسكريا، ويضع ختم الجمهورية العربية السورية على جوازات العابرين من الطرفين، ويتلقى رسوم الجمارك من شاحنات نقل البضائع.
لكن ضريبة هذه المكاسب السياسية والعسكرية كانت باهظة على الصعيد الإنساني، إذ ما زال نحو ستة آلاف نازح سوري يفترشون أرصفة المعبر بانتظار فتحه من الجانب التركي، بعد أن دمرت معظم قراهم في ريف حلب بسبب القصف المتواصل حتى اليوم.