تنديد ليبي بهدم الأضرحة
أدان رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي محمد المقريف عملية تدمير أضرحة صوفية في بعض المناطق، وقال إن المؤتمر سيعقد اليوم الأحد جلسة خاصة بحضور رئيس الوزراء ومدير المخابرات ووزيري الداخلية والدفاع وعدد من المسؤولين الآخرين للبحث في هذه التطورات.
وقال المقريف إن ليبيا شهدت خلال اليومين الماضيين عددا من الحوادث الأليمة المؤسفة ذهب ضحيتها عدد من الأرواح البريئة، وجرى خلالها الاعتداء بالهدم والتخريب والحرق وإتلاف العديد من الممتلكات والأوقاف والوثائق والمخطوطات التي تمثل حلقة من تاريخ البلاد.
وأضاف "المؤتمر لن يتردد في اتخاذ كل ما يستوجبه الموقف من قرارات حازمة تجعل مقترفيها خاضعين للملاحقة والمساءلة أمام القانون".
واعتبر المسؤول الليبي أن تدمير المباني ذات الصبغة العلمية والثقافية والحضارية والتاريخية وتدنيس مقابر المسلمين ونبش القبور الموقوفة شرعا على أصحابها، "مرفوضة ومستهجنة ومستنكرة شرعا وعرفا وقانونا"، واستغرب "مشاركة المحسوبين على الأجهزة الأمنية والثوار في هذه الأعمال".
ودعا رئيس المؤتمر الوطني العام -المنبثق من انتخابات السابع من يوليو/تموز الماضي- القوات المسلحة على وجه الخصوص للاطلاع بمسؤولياتها للحفاظ على الوطن وسلامته والحفاظ على الثورة.
وقال شهود عيان ومسؤول عسكري إن متشددين استخدموا قنابل وجرافة لهدم ضريح الشيخ الصوفي عبد السلام الأسمر الذي كان قد بني في القرن السادس عشر في مدينة زليتن، شرقي العاصمة طرابلس. وقد حول المهاجمون الضريح إلى أنقاض وأضرموا النار أيضا في مكتبة تاريخية في جامع قريب وأتلفوا آلافاً من الكتب والمخطوطات.
وقال مسؤول بالمجلس العسكري في زليتن إن المتشددين استغلوا انشغال مسؤولي الأمن بفض الاشتباكات في المدينة وهدموا الضريح.
وكان متشددون استخدموا في وقت مبكر من نهار أمس السبت حفارا لهدم جزء من ضريح سيدي الشعاب الدهماني القريب من وسط العاصمة طرابلس. وقاموا بانتهاك حرمة قبر الولي الذي يزوره الناس للتبرك به.
وقال أحد المشرفين على عملية الهدم في وقت سابق إن وزارة الداخلية سمحت بالهدم بعد أن اكتشفت وجود أناس يتعبدون في الأضرحة ويمارسون "السحر الأسود".
من جهة ثانية، قال شهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية إن ضريح ولي آخر هو الشيخ أحمد الزروق تعرض للهدم في مصراتة، على بعد مائتي كلم شرق طرابلس.