تصعيد أميركي وتباين حول عفو الأسد
صعدت الولايات المتحدة من ضغوطها على الرئيس السوري بشار الأسد واعتبرت أن موقف حكومته يصعب تقبله يوما بعد يوما، كما أبدت تشككا في تنفيذ العفو العام الذي أعلنه الثلاثاء. وبينما اعتبر معارضون يشاركون في مؤتمر بمدينة أنطاليا التركية اليوم الأربعاء العفو متأخرا وغير كاف، رحبت به جماعة الإخوان المسلمين.
وفي أوضح تلميح عن إمكانية مطالبة الإدارة الأميركية قريبا الأسد بالتنحي، أشارت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى أن الرئيس باراك أوباما خيّر مؤخرا الأسد بين قيادة عملية الانتقال إلى نظام ديمقراطي أو "الرحيل".
وأوضحت كلينتون في مؤتمر صحفي مقتضب مع نظيرتها الكولومبية أمس الثلاثاء أن "كل يوم يمر، يصبح الخيار تلقائيا"، مشيرة إلى أن الأسد "لم يدعُ إلى وقف العنف ضد شعبه ولم ينخرط جديا في أي نوع من جهود الإصلاح".
وأضافت "كل يوم يمر، يصبح تقبل موقف الحكومة (السورية) أكثر صعوبة ومطالب الشعب السوري بالتغيير أكثر قوة".
وبشأن الأنباء التي تحدثت عن تعذيب صبي سوري يبلغ من العمر 13 عاما في مدينة درعا جنوبي سوريا حتى الموت، اعتبرت أن هذه الحادث دليل على ما وصفته "بالانهيار التام" لأي جهد من جانب الحكومة السورية للعمل مع شعبها والإصغاء إليه.
وأعربت كلينتون عن أملها بأن لا تكون دماء هذا الصبي قد ذهبت هدرا، وأن "تكف الحكومة السورية عن الوحشية وتبدأ الانتقال إلى نظام ديمقراطي حقيقي".
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر قد أبدى في وقت سابق الثلاثاء تشكيكا كبيرا في أن ينفذ الأسد قرار العفو العام الذي أصدره. وقال إن الأسد قال أشياء كثيرة خلال الأسابيع والأشهر الماضية وتحدث عن الإصلاحات، "ولكننا لم نر سوى القليل من الأعمال الملموسة من جانبه"، مضيفا "أظن أننا ننتظر فحسب لنرى ما إذا كان سيكون هناك تنفيذ".