تحرك إقليمي إيراني بشأن سوريا
بدأت إيران تحركا دبلوماسيا مكثفا بشأن الوضع في سوريا قبل أيام من اجتماع إقليمي من المقرر عقده في طهران الخميس للغرض ذاته على مستوى وزراء الخارجية.
فقد وصل إلى دمشق اليوم ممثل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية سعيد جليلي للقاء الرئيس بشار الأسد بالتزامن مع توجه وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلى أنقرة لبحث الأزمة السورية حسب وكالة الصحافة الفرنسية، ووصول نائب الرئيس الإيراني إلى القاهرة.
وقال التلفزيون الحكومي الإيراني إن جليلي سيلتقي الأسد اليوم ثم يعقد مؤتمرا صحفيا بعد الاجتماع في دمشق.
وإلى القاهرة وصل اليوم أيضا النائب التنفيذي للرئيس الإيراني حميد بقائي في أول زيارة لمسؤول إيراني منذ ثورة 25 يناير 2011. ولم يتضح فيما إن كانت الزيارة تستهدف الملف السوري بشكل خاص أم أنها تتعلق فقط بملف العلاقات الثنائية.
وفي أنقرة قال دبلوماسي تركي لوكالة الصحافة الفرنسية إن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي سيقوم بزيارة قصيرة إلى تركيا بعد ظهر الثلاثاء لبحث الوضع في سوريا. وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم كشف هويته إن صالحي اقترح مساء الاثنين القيام بهذه الزيارة.
وكان هذا التحرك الإيراني قد بدأ بزيارة قام بها جليلي -الذي يشغل منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني- إلى لبنان اختتمها اليوم والتقى خلالها الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور، ووجه دعوة للبنان لحضور اجتماع طهران بشأن سوريا إلا أن الدعوة قوبلت بالاعتذار.
وقال منصور للصحفيين عقب اجتماعه أمس الاثنين مع جليلي إن "قرار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي هو عدم المشاركة استنادا إلى سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان" حيال الأزمة السورية.
يشار إلى أن قناة العالم الإيرانية الناطقة بالعربية ذكرت أمس أن طهران ستستضيف يوم الخميس المقبل اجتماعاً استشارياً لوزراء خارجية 12 بلداً لبحث أوضاع سورية، غير أن مصدرا لبنانيا مواكبا لزيارة جليلي إلى بيروت قال إن الأخير وجه دعوة إلى "ثلاثين دولة مهتمة بدعم مبادرة كوفي أنان لحضور الاجتماع".
وتسلمت الكويت دعوة لحضور اجتماع طهران، وذكرت مصادر كويتية رفيعة للجزيرة أن الكويت لم تقرر بعد حضور الاجتماع، "حيث إنها في تنسيق مع أشقائها بدول مجلس التعاون الخليجي لاتخاذ رأي موحد حول الشأن السوري".
وأشار المصدر ذاته إلى أن السعودية وقطر والبحرين لم تدع لحضور الاجتماع, بل اقتصرت الدعوة من دول المجلس على الكويت والإمارات وعُمان.
يشار إلى أن إيران تتهم كلا من الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وقطر بتقديم الدعم العسكري للثورة السورية، وهي تنفي بالمقابل تقديم المساعدة العسكرية للنظام.
الحل ديمقراطي
وكان جليلي قد قال للصحفيين في بيروت بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية إن الحل في سوريا يكمن في الديمقراطية، وإنه ينبغي إفساح المجال أمام الشعب السوري كي يعبر عن إرادته فيما يتعلق بمستقبله ومصيره.
وأضاف "عندما زار السيد كوفي أنان إيران والتقيت به سألني خلال اللقاء: ما التصور الإيراني لأفضل حل مقترح للأزمة السورية؟ قلت له إن هذا الحل من وجهة نظرنا يتلخص في كلمة واحدة هي الديمقراطية. ينبغي أن يفسح المجال واسعا أمام الشعب السوري كي يعبر بملء إرادته: ماذا وكيف يريد أن يقرر مستقبله ومصيره".
ومضى جليلي قائلا "أريد أن أؤكد أن الديمقراطية تشق طريقها من خلال الإرادة الحرة للشعوب الأبية، وليس من خلال إرادة مراكز القوة والثروة".
وتابع "الطريق الأسلم للديمقراطية هي الاحتكام للحوار البناء وصناديق الاقتراع، ولا يمكن لأي عاقل في هذا العالم أن يعتقد أن بإمكانه أن يصل إلى الديمقراطية من خلال إرسال الإرهابيين والمسلحين ووسائل الاقتتال والدمار والعنف".
وأردف المسؤول الإيراني قائلا "إذا اعتقدنا حقيقة أن الديمقراطية هي الطريق الأسلم لحل الأزمة السورية، إذن ينبغي لنا أن نسلم بأن حل الأزمة في سورية هو حل سوري داخلي".