مقتل 20 بساحة الحرية في تعز
لقي 20 شخصا على الأقل مصرعهم عندما أطلقت قوات الأمن اليمنية النار بكثافة على ساحة الاعتصام في مدينة تعز جنوب البلاد، وأشعلت النار في خيام المعتصمين هناك، وذلك بعد إصدار الجيش بيانا دعا فيه إلى تأييد الثورة وأدان تسليم السلطات عدة مناطق لمسلحين متشددين.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد قياديي ثورة الشباب السلمية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح، أن 20 قتيلا على الأقل سقطوا في المواجهات التي جرت بين السادسة من مساء الأحد والرابعة من فجر اليوم الاثنين، لدى محاولة الأمن إخلاء الساحة من المعتصمين.
كما نقلت الوكالة عن شهود عيان أن الدبابات والمدرعات تنتشر حاليا في الساحة بعدما تم طرد المحتجين الذين كانوا يعتصمون فيها منذ يناير/كانون الثاني الماضي، في حين تجمع المتظاهرون على أسطح بنايات مجاورة مؤكدين أن "الحركة الاحتجاجية لن تتوقف أبدا".
وقال الناشط السياسي عمار الكناني للجزيرة إن المتظاهرين يرتبون صفوفهم ويحاولون استعادة ساحة التحرير في تعز، وإلا حولوا المدينة بأكملها إلى ساحة للتظاهر، مشيرا إلى أن قوات الأمن أحرقت خيام المعتصمين كما اقتحمت العديد من المنازل واعتقلت مئات الناشطين.
هجوم عنيف
وأوضح مراسل الجزيرة نت في تعز عبد القوي العزاني أن قوات الأمن والحرس الجمهوري هاجمت ساحة الحرية الليلة الماضية بشكل عنيف، مستخدمة الرشاشات الثقيلة وقنابل الغاز وخراطيم المياه، وذلك بعد ساعات من مواجهات جرت أمام مديرية القاهرة التي اعتصم أمامها شباب الثورة للمطالبة بإطلاق سراح أحد زملائهم المعتقلين.
وتحدث المراسل عن جرح أكثر من 120 شخصا بالرصاص الحي، إضافة إلى ما يزيد على 600 مصاب بالغاز والقنابل المدمعة حسب إحصائية للمستشفى الميداني في الساحة، علما بأن المستشفى نفسه تعرض للقصف بقنابل الغاز وفق ما أكده الطبيب صادق الشجاع للجزيرة نت.
وتمكن شباب الثورة من إلقاء القبض على أحد الجنود، في حين أعلن ثلاثة جنود انضمامهم إلى شباب الثورة الذين حملوا الرئيس صالح شخصيا وكذلك الأمين العام للمجلس المحلي بتعز ومدير الأمن بالمدينة مسؤولية المجزرة التي ترتكب بحقهم.
مواجهات بين محتجين وقوات الأمن
أمام مديرية القاهرة (الجزيرة) |
انفجارات بصنعاء
وفي العاصمة صنعاء، نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان سماع دوي عدة انفجارات الليلة الماضية في منطقة الحصبة التي شهدت قتالا على مدى أسبوع بين قوات صالح ومسلحين موالين لشيخ قبيلة حاشد الشيخ
صادق الأحمر.
وأدان الأحمر ما وصفه بمذبحة صالح الجديدة ضد المدنيين في تعز، علما بأن رجاله سلموا أمس أحد المباني الحكومية التي سيطروا عليها إلى وسطاء ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار.
في الوقت نفسه تعرض صالح الذي يحكم اليمن منذ ثلاثة عقود لضغوط جديدة تمثلت في دعوة وحدات من الجيش إلى مساندة ثورة الشباب، وذلك عبر بيان قرأه وزير الدفاع السابق اللواء عبد الله علي عليوة.
زنجبار
من جهة أخرى، اتهم زعماء المعارضة الرئيس صالح بالسماح بسقوط مدينة زنجبار المطلة على خليج عدن في أيدي المتشددين لإثارة القلق في المنطقة بأمل الحصول على المساندة.
وقال سكان في مدينة زنجبار الساحلية على بعد نحو 270 كلم إلى الجنوب الشرقي من العاصمة، إن مسلحين يعتقد بأنهم من تنظيم القاعدة سيطروا على المدينة التي تقع في محافظة أبين المضطربة.
وقالت مصادر طبية إن ثلاثة مسلحين متشددين وثلاثة مدنيين قتلوا في اشتباك مع السكان المحليين الذين انضم إليهم عدد قليل من القوات الحكومية، في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة من أيدي المسلحين.
من جانبه أكد مراسل الجزيرة نت في عدن سمير حسن أن تسعة أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب نحو 20 آخرين في الاشتباكات، كما نقل عن وكيل محافظة أبين أحمد غالب الرهوي أن من بين القتلى القائد الميداني للعناصر المسلحة ويدعى أبو علي وآخر باكستاني الجنسية.
كما ذكر شهود عيان أن الاشتباكات شهدت استخدام أسلحة ثقيلة ومتوسطة، مما حوّل زنجبار إلى مدينة أشباح بعد نزوح آلاف المدنيين -بينهم نساء وأطفال- عن مساكنهم إلى عدن ولحج.
واعتبر رئيس تحرير صحيفة "الأمناء" الصادرة بعدن عدنان الأعجم أن ظهور جماعات مسلحة بأعداد كبيرة في أبين يثير تساؤلات عدة، ويمثل مقدمة لخلط الأوراق وإحداث إرباك في الجنوب للتشويش على ثورة الشباب.
وتوقع الأعجم في تصريحات للجزيرة نت أن تشهد الأيام المقبلة اختلالات أمنية كبيرة، حيث يراهن النظام على عدم استقرار الجنوب.
في هذه الأثناء، ذكرت مصادر أمنية أن أربعة عسكريين يمنيين -بينهم ضابط برتبة عقيد- قتلوا في كمين نصبه مسلحون في الطريق إلى زنجبار بمحافظة أبين، علما بأن هذه المصادر قالت إنها لا تعرف الجهة المسؤولة عن الهجوم.