مفاوضات الخرطوم وجوبا تصطدم بالحدود
يواصل وفد السودان وجنوب السودان مفاوضاتهما بأديس أبابا حيث يمثل ملف حسم الحدود عقبة كبيرة بين الطرفين.
صرح بذلك الناطق الرسمي باسم الوفد السوداني السفير عمر دهب، مضيفا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها حتى الآن.
وقال للصحفيين إن الوفدين يدركان أهمية الوقت الممنوح لهما من قبل مجلس الأمن الدولي والمقرر أن ينتهي في الثاني من أغسطس/آب المقبل لحسم الخلافات بينهما، مشيرا إلى أن وفد السودان "يبذل غاية جهده وبطريقة صادقة وعلمية وموضوعية للوصول إلى تسوية سلمية".
وقرر الوفدان مواصلة المفاوضات بعد عدول وفد الخرطوم عن قراره قطع المحادثات والعودة إلى الخرطوم لإجراء مزيد من المشاورات قبل اتخاذ قرارات إستراتيجية بشأن القضايا المحل النقاش.
وأبلغ رئيس وفد التفاوض الجنوبي باقان أموم الجزيرة نت بقرار جميع الأطراف مواصلة المفاوضات إلى حين الوصول إلى مواقف مشتركة بشأن القضايا العالقة بين الدولتين.
وكانت أنباء تحدثت عن أن وفد السودان طلب مهلة حددها بأسبوع واحد للعودة إلى الخرطوم وإجراء مزيد من المشاورات قبل العودة إلى طاولة التفاوض من جديد.
وربطت مصادر بالعاصمة الإثيوبية قرار الوفد السوداني بخطاب الرئيس السوداني عمر البشير الذي أعلن فيه الأحد الماضي توجيهه لوفده المفاوض بعدم تقديم أي تنازلات جديدة مهما كانت الأسباب "لأن السودان تنازل كثيرا دون فائدة تذكر".
وأكدت المصادر للجزيرة نت اتجاه وفدي التفاوض للنقاش بمعزل عن الوساطة الأفريقية "لضمان إعطاء المفاوضات روحا من الصراحة والوضوح" قبل رفع نتائجها للوساطة.
تقدم طفيف
في السياق ذاته، أكد سفير السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عبد الرحمن سر الختم حدوث تقدم طفيف في الملفات محل النقاش.
وكانت جولة المفاوضات بين الطرفين انطلقت نهاية الأسبوع المنصرم بعد توقف دام 15 يوما بسبب خلاف على إقامة منطقة منزوعة السلاح بسبب اختلاف الصيغ التي عرضها كل جانب لخط الحدود.
وحذرت حينها الخرطوم من استمرار النزاع المسلح مع جوبا بسبب تقديمها خريطة تضم منطقة هجليج وأجزاء أخرى من ولاية جنوب كردفان وإقليم دارفور إلى دولة جنوب السودان.
وخاضت الدولتان اشتباكات حدودية بشأن منطقة هجليج الغنية بالنفط مطلع شهر أبريل/نيسان الماضي بعد احتلالها من قبل دولة جنوب السودان قبل إعلان الخرطوم في وقت لاحق استعادتها، في حين أعلنت جوبا أنها انسحبت منها.
وعقب الاشتباكات ألغى البشير قمة مع رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت كانت مقررة في جوبا للتوقيع على بروتكول بين البلدين بشأن القضايا المحل النزاع.