وو سي كه: المصالح الجوهرية للصين في الشرق الأوسط
قال المبعوث الصيني الخاص لقضية الشرق الأوسط وو سي كه في ندوة بعنوان " تأثير تغيرات الوضع في الشرق الأوسط" التي انعقدت يوم 21 مايو الحالي في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة اللغات الأجنبية بشانغهاي ، أن الصين لديها مصالح وطنية واحتياجات إستراتيجية شاملة في كل فترة. وأهداف السياسة الخارجية الصينية في منطقة الشرق الأوسط مختلفة وذلك بحسب اختلاف فترات التاريخ.
واجهت جمهورية الصين في وقت مبكر من تأسيسها حصاراً من قبل الدول الغربية، ومن أجل فك الحصار كان كسب الاعتراف بها هو أعظم هدف.
إن الهدف الرئيسي للصين حاليا، هو التنمية الاقتصادية والانفتاح على أفضل الأسواق المحلية والدولية واستخدام أفضل الموارد المحلية والدولية. والسوق هو بلا شك من أجل الخروج بالمنتجات الصينية، والموارد تستخدم للتنمية المحلية. لكن هذه الأخيرة لا تؤخذ بالنهب والاستعمار، وإنما بالتعاون. من هذه النقطة، يعتبر الشرق الأوسط سوقا ضخما، ومنطقة غنية بالموارد الطبيعية. وفي الوقت نفسه، فإن هذه البلدان بحاجة إلى تطوير أنفسها، والصين لديها التكنولوجيا والمعدات وإدارة أكثر ملائمة بالنسبة لهم، حيث أن الجانبين يكملان بعضهما بعض.
وأضاف وو سي كه، تتمتع الصين بوحدة وطنية، ولديها نضال سياسي في مجال حقوق الإنسان وغيرها من المجالات أخرى، ومع ذلك،لا تزال بحاجة إلى دعم من دول الشرق الأوسط. بطبيعة الحال، فإن الدعم يجب أن يكون متبادلا. وإذا ما تم تناول بشكل جيد القضايا الأمنية و قومية منطقة الشرق الأوسط والتناقضات الدينية المعقدة فإن هذا مهم جدا لأمن غرب الصين. وإن الاهتمامات الثلاث هذه تحدد اتجاه الدبلوماسية الصينية في الشرق الأوسط. كما أن المنطقة مهمة في تحقيق الاستقرار والأمن والتنمية في الصين.
إن السياسة الصينية في الشرق الأوسط لم يكتب بعد على الورق الأبيض، ومع ذلك فإن إطار السياسة العامة ككل موجود. كما أن الدبلوماسية الصينية في الشرق الأوسط يحددها الاستراتيجيات المحيطة بها، حيث تعد الصين حاليا جزءا هاما من المناطق المحيطة، وأهميتها متزايدة. والصين تشعر باستمرار بقلق بالغ إزاء القضايا الساخنة في الشرق الأوسط، مثل محادثات السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية، القضية النووية الإيرانية. والصين قد طرحت أفكارا وحلولا سياسية وفقا للفلسفة الصينية ودعت إلى التسوية السلمية عن طريق التفاوض.