الفقر يهدد نصف أطفال جنوب أفريقيا
كشف تقرير مسرب من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن أكثر من نصف عدد أطفال جنوب أفريقيا يعانون من الفقر المدقع، وأن واحدا من كل أربعة أطفال مصاب بفيروس "إتش آي في" المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (إيدز).
وقالت صحيفة ديلي تلغراف إن جنوب أفريقيا اليوم باتت بعد 18 عاما من انتهاء النظام العنصري واحدة من أكثر المجتمعات غير المتكافئة في العالم، وإن أطفالها البالغ عددهم 19 مليونا يتحملون العبء الأكبر.
وقد وجد تقرير يونيسيف أن 1.4 مليون طفل يعيشون في منازل تعتمد عادة في الحصول على مياه الشرب على الجداول المائية القذرة، وأن 1.5 مليون يفتقرون إلى المراحيض بنظام الشفط، وأن 1.7 مليون يعيشون في أكواخ تفتقر إلى الفراش المناسب ومرافق التنظيف.
وبينما تشكل أمراض الالتهاب الرئوي والإسهال أكبر خطر على حياة الأطفال في مختلف أرجاء أفريقيا، فإن الإيدز هو الخطر الذي يحدق بحياة معظم الأطفال في جنوب أفريقيا. فهناك أكثر من خمسة ملايين طفل في جنوب أفريقيا مصابون بفيروس "إتش آي في" المسبب لمرض الإيدز، ويقضي سنويا نحو 40% منهم بسبب هذا المرض.
وقالت مندوبة يونيسيف في جنوب أفريقيا عايدة غريما إنه يمكن تجنب ثلثي حالات الوفيات في أوساط الأطفال إذا ما توفرت العلاجات الأولية والتحسينات الطفيفة.
وحذرت من أنه إذا لم يتم إجراء تغييرات جوهرية وبشكل فوري، فإن جنوب أفريقيا قد تخفق في تحقيق أهداف التنمية الألفية لعام 2015 التي تنطوي على مكافحة وفيات الأطفال والأمهات وسوء التغذية.
وقالت إن الحكومة لديها إطار قانوني قوي وسياسات مؤيدة للفقراء، وقد حققت بعض الاستثمارات الجيدة في هذه المجالات، ولكن بعض الأطفال ما زالوا يعانون من الإهمال، متسائلة "لماذا لا تترجم تلك الاستثمارات إلى نتائج بالنسبة لهؤلاء الأطفال؟".
أما رودا خدالي المديرة التنفيذية لمنظمة اجتماعية تسعى لمعالجة الفقر، فتقول إن المشكلة تعود إلى عام 1994 عندما كانت الحكومة بعد النظام العنصري تركز على تعزيز الاقتصاد عوضا عن التركيز على التعليم والرعاية الصحية.
واتهمت رودا وزراء الحكومة بالتقاعس، وقالت إن ثمة العديد من السياسات المتعلقة بهذا الشأن ولكن الكفاءة والإرادة السياسية غائبتان.