قصف لطرابلس والثوار يتقدمون غربا
قصفت قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) مساء الاثنين أهدافا مدنية وعسكرية في العاصمة الليبية طرابلس ومنطقة قصر بن غشير القريبة منها، حسب ما ذكره التلفزيون الرسمي الليبي، في حين أعلن الثوار أنهم يخططون للتوجه نحو غرب البلاد.
ونقل التلفزيون الليبي عن مصدر عسكري نبأ القصف، وقال إن الغارات سببت "أضرارا مادية وبشرية".
من جهتها قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن ثلاثة انفجارات هزت حي باب العزيزية الذي يتحصن فيه العقيد معمر القذافي في طرابلس، وأضافت أن بين الأهداف التي قصفت فندقا.
وفي وقت سابق من يوم الاثنين دمرت غارات للناتو محطة رادار في حي تاجوراء شرق طرابلس، حسب ما نقلته الوكالة نفسها عن سكان في المنطقة.
قواعد الاشتباك
وقال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس إن الناتو وحلفاءه مستعدون لحملة عسكرية جوية قد تستمر شهورا في ليبيا، مضيفا -في حديث أمام نواب بريطانيين- أن هناك خططا لعدة احتمالات للوضع العسكري هناك.
لكن فوكس تمنى أن يستجيب القذافي للضغوط الدولية ويتخلى عن السلطة وأن يعترف بأن "اللعبة انتهت"، وأشار إلى أن الناتو يدرس مزيدا من الأهداف المحتملة للقصف الجوي في ليبيا.
وفي وقت سابق أشار رئيس أركان الجيش البريطاني ديفد ريتشاردز إلى تغيير قواعد الاشتباك مع كتائب القذافي، بحيث يمكن شن هجمات مباشرة ضد البنية التحتية التي تدعم نظام القذافي.
وأضاف -في مقابلة مع صحيفة صنداي تلغراف- إنه إذا صادف وجود القذافي في مركز قيادة وتحكم ضربة للحلف وقتل فيها، فسيكون ذلك ضمن إطار قواعد الاشتباك.
وطالب الجنرال ريتشاردز حكومات دول الناتو بالضغط لتوسيع نطاق الأهداف التي يسمح حاليا لطائرات الحلف باستهدافها والقاصرة على الأهداف التي تشكل تهديدا مباشرا للمدنيين مثل الدبابات والمدفعية.
الثوار أعلنوا سيطرتهم الكاملة على مدينة مصراتة غرب البلاد (الفرنسية-أرشيف)
|
توجه للغرب
من جهة أخرى قالت مصادر ليبية الاثنين إن الثوار –الذين يسعون منذ 17 فبراير/شباط الماضي للإطاحة بالقذافي- يخططون للتوجه نحو غرب البلاد، آملين أن يقتربوا من طرابلس.
وقالت وكالة الأنباء الألمانية إنه من المحتمل أن يتوجه الثوار قريبا إلى مدينة زليتن (150 كلم شرق طرابلس)، ونقلت عن المتحدث العسكري باسمهم أحمد باني تأكيده أن "تحرير" مدينة سرت غرب البلاد يشكل أولوية لديهم.
وأشار إلى أن مدينة مصراتة غرب البلاد باتت "محررة بالكامل" وتخضع لسيطرة الثوار، وأن الانشقاقات لا تزال مستمرة في صفوف الموالين للقذافي.
وكان الثوار قد قالوا في وقت سابق إنهم وصلوا إلى مدينة تاورغاء شرق مصراتة دون مقاومة من كتائب القذافي، وأكدوا أنهم يعززون مواقعهم عند مشارف مدينة زليتن، بعد إحكامهم السيطرة بالكامل على بلدة الدافنية.
اختراق لا سلكي
وفي موضوع ذي صلة قالت وكالة رويترز إن قوات حلف الناتو اخترقت ترددات الاتصال اللاسلكي الخاصة بالكتائب التابعة للقذافي، وبثت عليها نداء لمقاتلي هذه الكتائب من أجل يتخلوا عن القتال.
ويقول البث -الذي استمعت إليه رويترز على جهاز لاسلكي خاص بالكتائب استولى عليه الثوار في الجبل الغربي- إن "المرتزقة الأجانب يغتصبون أهلكم"، ويضيف "ليس من حق أحد أن يجعل حياة شعبه عذابا مقيما".
ويخاطب البث مقاتلي الكتائب قائلا "كفوا عن قتال شعبكم"، مشيرا إلى أن القذافي فقد السيطرة ويجند مرتزقة من غير الليبيين.