ماكي سال من الموالاة إلى المعارضة
من مديرٍ لحملة الرئيس المنتهية ولايته عبد الله واد الانتخابية في رئاسيات 2007 تحول ماكي سال خلال خمس سنوات إلى منافس رئيسي له على سدة الحكم، ثم خليفة له في رئاسة السنغال.
بدأ نجم سال السياسي يسطع في العام 2000 عندما استطاع "الحزب الديمقراطي السنغالي" الذي ينتمي إليه أن يطيح بالاشتراكيين (الحزب الذي انتمى إليه أبوه قبل أن يطلقه -كما قال- في 1983) ويصل إلى السلطة.
تقلد سال -الحاصل على شهادة في الجيولوجيا- بعد وصول واد إلى السلطة في 2000 عددا من الوزارات، قبل أن يصبح رئيس وزراء بين 2004 و2007.
سنوات الخلاف
وفي 2007 كان سال أحد المهندسين الرئيسيين للحملة الانتخابية التي حملت واد إلى سدة الحكم لولاية ثانية، لكنه لم يَقُد الحكومة الجديدة، وانتُخب بالمقابل رئيسا لمجلس النواب، وهو منصب مكث فيه نحو 17 شهرا فقط، بدل فترة الخمس سنوات المنصوص عليها دستوريا.
فقد بدأت العلاقات بين الحليفين تتعكر عندما اتهم سال كريم ابن الرئيس واد بالفساد في قضية مشاريع عقارية مرتبطة بقمة للمؤتمر الإسلامي احتضنتها السنغال مطلع 2008، وطلب مثوله أمام البرلمان للمساءلة.
واتهم حلفاء الرئيس سال بأنه يحاول تقويض المستقبل السياسي لكريم، الذي كان يعتقد على نطاق واسع أن أباه كان يحضره لدور سياسي مهم خلفا له.
فقد سال منصبه كنائب للأمين العام لحزبه –بعد إلغاء المنصب- ثم منصبه كرئيس للبرلمان، بعد أن قلصت فترةُ رئاسة هذه الهيئة من خمس سنوات إلى سنة واحدة، بالتماس من الحزب، أقره الرئيس واد.
مشوار جديد
بعد طلاقه السياسي مع واد، قرر سال تشكيل حزب خاص به أسماه "التحالف من أجل الجمهورية"، وقد انتخب في 2009 على قائمة الحزب الجديد عمدة لمسقط رأسه بلدة فاتيك، وتحت راية هذا الحزب أيضا خاض حملته الانتخابية لاقتراع الرئاسة في 2012.
استبق واد انتخابات 2012 بتعديل دستوري سمح له بالترشح لولاية ثالثة، رغم تنديد المعارضة التي طعنت في أحقيته بالتقدم لفترة جديدة، وشككت في ضوء ذلك سلفا في النتائج النهائية.
كان التلاعب بالدستور واحدا من اتهامات عديدة كيلت لواد، بينها المحسوبية والفساد والفضائح المالية. لكن، وإثر سباق محموم في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية التي نظمت في فبراير/شباط 2012، استطاع سال في جولة الإعادة التي نظمت في مارس/آذار 2012 حسم السباق لصالحه، بعد أن التفت المعارضة من حوله.
أما واد وعلى غير المتوقع، فقد أقر بالهزيمة حتى قبل صدور النتائج النهائية، وهنأ غريمه الذي تعهد بأن يكون "رئيسا لكل السنغاليين".