غارات ودعوات لمحاصرة القذافي
نفذ حلف شمال الأطلسي (ناتو) غارات جديدة الليلة الماضية على باب العزيزية في العاصمة طرابلس ومناطق أخرى. وبينما دعا رئيس أركان الجيش البريطاني الحلف إلى تكثيف عملياته لزيادة الضغوط على العقيد معمر القذافي، قالت مصادر للجزيرة إن الثوار الليبيين يتقدمون غربا باتجاه مدينة زليتن بعد سيطرتهم على مدينة الدفنية وقبل ذلك على مصراتة.
وذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن الضربات الجوية استهدفت مناطق بير الغنم والنجيلة (غرب طرابلس) ومنطقة العزيزية جنوب غربي العاصمة حيث يقع مقر القذافي.
وأوضحت نقلا عن مصدر عسكري أن القصف استهدف مواقع عسكرية ومدنية، مشيرة إلى أنها أوقعت خسائر بشرية ومادية دون تقديم مزيد من التفاصيل.
القذافي ظهر في تسجيل صوتي بعد تقارير عن إصابته ومغادرته ليبيا (الفرنسية) |
تكثيف الغارات
في هذه الأثناء طلب رئيس أركان الجيش البريطاني الجنرال ديفد ريتشاردز من حلف الناتو تكثيف غاراته الجوية على ليبيا لزيادة الضغط على القذافي.
وقال في مقابلة مع صحيفة صنداي تلغراف إن الخناق يضيق على القذافي، لكن إذا لم يتم تكثيف الضربات العسكرية ضده فقد يفضي ذلك إلى بقائه في الحكم.
وطالب الجنرال ريتشاردز حكومات دول الناتو بالضغط لتوسيع نطاق الأهداف التي يسمح حاليا لطائرات الحلف باستهدافها والقاصرة على الأهداف التي تشكل تهديدا مباشرا للمدنيين مثل الدبابات والمدفعية. وذكر أنه يريد تغيير قواعد الاشتباك بحيث يمكن شن هجمات مباشرة ضد البنية التحتية التي تدعم نظام القذافي.
وأكد أن الناتو لا يستهدف القذافي شخصيا، لكن إذا ما تصادف وجوده في مركز قيادة وتحكم يتعرض لضربة من الحلف ويقتل فسيكون ذلك ضمن إطار قواعد الاشتباك.
ومن جهتها كشفت صحيفة ديلي ستار الصادرة اليوم الأحد أن وحدة من القوات البريطانية الخاصة انضمت إلى عملية مطاردة معمر القذافي.
وقالت الصحيفة إن الوحدة تسللت إلى معقل العقيد الليبي في طرابلس بعد إرسالها إلى ليبيا من أفغانستان في إطار مهمة للبحث عن القذافي ومن ثم استدعاء مقاتلات من الناتو للقضاء عليه بعد العثور على مخبئه.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر أمني وصفته بالبارز قوله إن القوات الخاصة البريطانية تتمتع بقدرات مميزة في العثور على الإرهابيين البارزين، وحصلت على هدف جديد هو القذافي.
تشييع قتلى سقطوا في غارة للأطلسي بالبريقة يوم السبت الماضي (رويترز)
|
وكان قد تردد في السابق أن القذافي أصيب بجروح في غارة لحلف الأطلسي على مقره في باب العزيزية الأسبوع الماضي، لكنه نفى ذلك في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الليبي لاحقاً. وقال في رسالته "أقول للجبناء الصليبيين إنني في مكان لا تستطيعون الوصول إليه وقتلي فيه".
على صعيد آخر شيع ليبيون 11 شخصا بينهم تسعة قال نظام القذافي إنهم أئمة مساجد قتلوا في غارة لحلف الأطلسي على بيت للضيافة في البريقة السبت، في حين أكد الحلف أن المبنى الذي قصفه كان مبنى للقيادة والسيطرة.
وكان الناتو قال في بيان له إن الغارة الجوية التي شنها على مدينة البريقة شرق ليبيا السبت استهدفت حصنا للقيادة والتحكم. وأضاف الحلف أنه رغم عدم استطاعته التأكد بشكل مستقل من صدق الادعاء الليبي، فإنه يأسف لمقتل أي مدنيين أبرياء.
نحو زليتن
من جهة أخرى قالت مصادر للجزيرة إن الثوار الليبيين يتقدمون غربا باتجاه مدينة زليتن بعد سيطرتهم على مدينة الدفينة، وقبل ذلك على مصراتة.
ويأتي تقدم الثوار باتجاه زليتن بعد قصف مكثف لطائرات الناتو على مواقع يفترض أنها تابعة لكتائب القذافي في بوابة الدفينة، مما أدى إلى انفجارات في مخازن للذخيرة هناك.
وكان شباب من ثورة 17 فبراير في زليتن قد سيروا قافلة مساعدات موجهة إلى سكان مناطق الجبل الغربي. وتضم القافلة التي دخلت الأراضي الليبية من معبر الذهيبة، شاحنات تحمل مساعدات غذائية ودوائية.
الثوار أعلنوا تقدمهم غربا باتجاه مدينة زليتن (رويترز) |
وقال المنظمون إن القافلة تهدف إلى التخفيف من شدة الحصار الذي يعاني منه سكان منطقة الجبل الغربي، وتأكيد وحدة الشعب الليبي بقبائله المختلفة العربية والأمازيغية، وعدم استكانة شباب زليتن رغم الحصار الذي تفرضه عليهم كتائب القذافي.
من جانب آخر تصدت قوات تونسية لعناصر من كتائب القذافي توغلت داخل الأراضي التونسية في منطقة عين البقرة شرقي الذهيبة، في مسعى للالتفاف على الثوار الليبيين الذين يسيطرون على معبر وازن الحيوي.
وأفاد مراسل الجزيرة في تونس نقلا عن شهود عيان بأن تعزيزات عسكرية توجهت من محافظة مدنين باتجاه منطقة الذهيبة الحدودية مع ليبيا إثر محاولات الكتائب للالتفاف على الثوار.
ونسبت وكالة يونايتد برس إنترناشيونال لشهود عيان قولهم إن الكتيبة توغلت عدة كيلومترات داخل التراب التونسي بعرباتها العسكرية وأسلحتها الثقيلة، قبل أن تتصدى لهم وحدات من الجيش التونسي مدعومة بطائرات حربية كانت تحلق بكثافة، وتردهم على أعقابهم.