خيارات موريتانيا في قضية السنوسي
لم تحدد موريتانيا بعد أي خيار ستعتمده في التعامل مع قضية رئيس الاستخبارات الليبي السابق عبد الله السنوسي المعتقل لديها. فهي تواجه طلبات بتسليمه من ليبيا وفرنسا والمحكمة الجنائية الدولية, وهناك تساؤلات عن شروط وتوقيت التسليم إذا تقرر بالفعل تسليمه.
وكانت السلطات الموريتانية أعلنت عن اعتقال السنوسي بعد قدومه من المغرب بجواز مالي مزور, ولا يزال الرأي العام الداخلي والخارجي متعطشا لمعرفة خفايا رحلة فرار السنوسي وتخفيه حتى وصوله نواكشوط, فضلا عن نوايا السلطات الموريتانية وخياراتها في التعاطي مع هذا الملف الذي يوصف بالحساس أمنيا وسياسيا وقانونيا.
ويوصف السنوسي بأنه "صندوق أسود" لنظام العقيد الراحل معمر القذافي، وتلاحقه اتهامات بالضلوع في قتل مئات الليبيين والأجانب.
ولا يكتنف الغموض طريقة تعامل الحكومة الموريتانية مع ملف السنوسي فقط، بل إن دوافع اعتقاله بعد "نجاته" من شباك الأمن المغربي، تبدو مثيرة للانتباه خاصة أن جهات عديدة ظلت تتهم النظام الموريتاني بدعم نظام القذافي حتى اللحظة الأخيرة.
وفي ظل الصمت الرسمي, تتضارب التحليلات والتفسيرات بين من يُصدق الرواية الرسمية الموريتانية، وبين من يؤكد أن الأمن المغربي تعمّد ترك السنوسي يمر بصمت نحو الجار الموريتاني بهدف إحراجه، أو كان ذلك بتنسيق مع الفرنسيين القادرين على ضمان تسلمه من النظام الموريتاني الحليف لهم, والذي لا يرتبط في المقابل بعلاقات "قوية" مع السلطات الليبية الحالية.