هل أوباما يخادع في الملف الإيراني؟
قال محللون إن إعلان الرئيس باراك أوباما استعداداه لاستخدام القوة لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لا يعكسه سجله الماضي الذي ينطوي على تجنب أي عمل عسكري أحادي الجانب في الأزمات الدولية.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن كينيث بولاك المسؤول بمجلس الأمن القومي في عهد إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، قوله "سأصدق ما قاله أوباما عندما أرى ذلك بأم عيني"، مضيفا أن هذا الرئيس يعتقد بأنه انتخب لإخراج أميركا من الحروب في الشرق الأوسط، وليس لزجها في حروب جديدة.
وتشير الصحيفة -في تقريرها الذي جاء تحت عنوان "هل أوباما يخادع بشأن إيران؟"- إلى أن الرئيس كان تحت ضغوط خلال اجتماعاته الأسبوع الماضي مع المسؤولين الإسرائيليين لمساعدتهم على شن هجمات ضد المنشآت النووية الإيرانية، أو عدم الوقوف في طريق أي عمل عسكري إسرائيلي.
غير أن أوباما طلب مزيدا من الوقت كي تؤتي العقوبات أكلها، ولكنه قال إنه لن يتردد في استخدام القوة إذا لزم الأمر.
ويقول بولاك الذي يدرس التطورات في المنطقة، إن تعهد أوباما باستخدام "كل الوسائل الضرورية ضد إيران" يعني أنه يتبع عقيدة سلفه جورج بوش.
أما المسؤولون في الإدارة فينفون مرارا وتكرارا أن يكون لدى أوباما "عقيدة" بشأن متى يستخدم القوة العسكرية.
وقد أعلن المسؤول الإعلامي في البيت الأبيض جاي كارني أن طريق أوباما لن يتأثر بالمرشحين الجمهوريين للرئاسة الذين "يدقون طبول الحرب".
وتشير الصحيفة إلى أن أوباما رفض الدعوة لاستخدام القوة في ما وصفته بالثورة الدموية في سوريا، ودعا في الملف الإيراني إلى مزيد من الجهود الدبلوماسية لثني طهران عن طموحاتها النووية عبر فريق دولي.
ويؤكد مسؤولون في الإدارة أن أسلوب أوباما ناجع، مشيرين إلى تلميح طهران الأسبوع الماضي برغبتها في إجراء محادثات جديدة بشأن برنامجها النووي، وقد أثنى آية الله علي خامنئي على تصريحات أوباما وقال إنها "فرصة "للدبلوماسية".
غير أن محللين يقولون إن الخطر من إجراء مفاوضات طويلة الأمد يكمن في منح الإيرانيين مزيدا من الوقت لاستكمال طموحاتهم النووية.
ويقول المحلل في الشؤون الأمنية بمؤسسة هيريتيغ جيمس كارافانو إن الدبلوماسية لا تجدي مع إيران، "لأنك لا تستطيع أن تفاوض نظاما ينصب كل اهتمامه على امتلاك القوة النووية".