"جمعة حرائر" والأسد يمنع إطلاق النار
دعا محتجون سوريون إلى مظاهرات جديدة اليوم الجمعة تحت شعار "جمعة حرائر سوريا"، في حين قال ناشط حقوقي إن الرئيس بشار الأسد أمر قواته بعدم إطلاق النار على المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية قبل ساعات من صلاة الجمعة.
ونقلت وكالة رويترز عن الناشط الحقوقي السوري لؤي حسين إن بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري أبلغته في اتصال هاتفي أمس الخميس "أنه صدرت أوامر رئاسية حاسمة بعدم إطلاق النار على المتظاهرين، وكل من يخالف ذلك يتحمل كامل المسؤولية".
وكان حسين بين أربع شخصيات معارضة التقت بشعبان هذا الشهر، وقدمت مطالب من بينها إنهاء القمع العنيف للمحتجين وإجراء إصلاح سياسي في سوريا. وكان ذلك اللقاء الأول بين المعارضة ومسؤولين كبار منذ تفجرت المظاهرات المطالبة بالحرية السياسية وإنهاء الفساد بمدينة درعا الجنوبية في 18 مارس/آذار الماضي.
وقال حسين -في بيان أرسله إلى رويترز- "آمل أن يتحقق ذلك (عدم إطلاق النار على المتظاهرين) ودوما، وبالمقابل ما زلت أدعو إلى سلمية أي شكل من أشكال الاحتجاج مهما كان أداء السلطات الأمنية".
قوات الأمن واصلت حملات الاعتقال في عدة مدن سورية (الجزيرة)
|
اعتقالات وتعزيزات
في هذه الأثناء واصلت قوات الأمن السورية الخميس حملات الاعتقال في عدة مدن سورية، في حين عزز الجيش انتشاره في معاقل الاحتجاج غداة مقتل أكثر من عشرين مدنيا في حمص وريف درعا.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش والأجهزة الأمنية داهموا صباح الخميس قريتي البيضاء والقرير القريبتين من بانياس حيث اعتقلوا عشرات الأشخاص.
|
وأضاف المرصد أن حملة الاعتقالات استمرت في بانياس، واستهدفت بشكل خاص المثقفين والكوادر العليا، لافتا إلى "اعتقال المحامي جلال كندو". وتبحث السلطات الأمنية في المدينة عن قادة الاحتجاجات الذين لم يتم اعتقالهم بعد.
ومن جهته أفاد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار القربي -في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية- بأن المعضمية في ريف دمشق شهدت حملة اعتقالات واسعة طالت عائلات بأكملها.
ونقل القربي عن شهود عيان أن المئات تم اعتقالهم، مشيرا إلى أن بحوزته لائحة بأسماء نحو 300 معتقل.
ولفت القربى إلى "انتشار الدبابات على الطريق المؤدية إلى الشيخ مسكين (25 كلم شمال درعا) بجنوب البلاد، مضيفا أن قوات الأمن لا تزال تجري عمليات تفتيش في بلدتي جاسم وأنخل".
يأتي ذلك في وقت نفذ فيه جنود سوريون حملة مداهمات واسعة بحثا عن المعارضين للنظام، وحاصروا مدينة حماة.
وقال الناشط الحقوقي مصطفى أسو لوكالة أسوشيتد برس إن الجنود السوريين انتشروا -معززين بالدبابات- حول مدينة حماة في وسط البلاد واعتقلوا عدة أشخاص.
وفي مدينة دير الزور بشمال البلاد، نصبت السلطات السورية كاميرات داخل وخارج أحد المساجد التي تخرج منها مظاهرات بعد صلاة الجمعة.
وفي تطور آخر أعلن المحامي إبراهيم ملكي أن القضاء السوري أفرج بكفالة الخميس عن المعارضين القياديين في حزب الشعب (المحظور) عمر قشاش وفهمي يوسف.
ولفت ملكي إلى "أن القياديين اعتقلا على خلفية الأحداث التي تشهدها سوريا ووجهت إليهما تهمة النيل من هيبة الدولة".
الناشطون دعوا لما أسموها "جمعة حرائر سوريا" (الجزيرة)
|
جمعة حرائر
تأتي هذه التطورات عشية دعوة ناشطين سوريين للتظاهر اليوم فيما أسموها "جمعة حرائر سوريا"، تضامنا مع نساء يقولون إنهن تعرضن للاعتقال والإهانة على أيدي قوات الأمن، وللمطالبة بإطلاق سراحهن.
وتأتي "جمعة حرائر سوريا" في خضم سلسلة المظاهرات التي خرجت في الجمعات الماضية باسم "جمعة التحدي"، و"جمعة الغضب"، و"جمعة الإصرار"، و"الجمعة العظيمة".
وقد قوبلت هذه المظاهرات بتدخل عنيف من قبل قوات الأمن والجيش، مما جعل من تلك الاحتجاجات أياما دامية شهدت سقوط عشرات القتلى والجرحى في عدة مدن، وفق ما تقوله منظمات لحقوق الإنسان وشهود عيان.