حمدان: حماس لا تقود وساطة بسوريا
قال مسؤول العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان إن الحركة لا تقود أي وساطة ولم تحمل أي رسائل للقيادة السورية.
وأكد حمدان -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن حماس "قدمت نصائح" لمختلف الأطرف السورية، داعيا إلى حل سياسي للأزمة السورية بعيدا عن الدماء، مشيرا إلى أن حركته ترفض أي تدخل خارجي في سوريا.
ونفى حمدان أن تكون دمشق طلبت من قيادة حماس مغادرة سوريا، أو أن تكون الحركة قررت نقل مكاتبها من هناك، غير أنه لم ينف أي توجهات لنقل قيادة الحركة للأردن، في إطار البحث عن تجديد العلاقة بين حماس والأردن، وإلى نص الحوار:
نبدأ بالملف السوري الذي يفترض أنه يتصدر أولويات الحركة، فقد لوحظ في بداية الأزمة التزامكم الصمت، ثم توالت التصريحات حتى أُعلِن دور لحماس في نقل رسائل إلى القيادة السورية؟
- لا شك أن هناك أزمة في سوريا، وهذا بشهادة المسؤولين والمواطنين السوريين والمراقبين للمشهد السوري، وحركة حماس قريبة من هذا المشهد بحكم علاقتنا مع سوريا، وعندما أقول العلاقة مع سوريا فأنا أتحدث عن العلاقة مع القيادة والحكومة والنظام والشعب.
ولا شك أن سوريا وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته، وإلى جانب حماس منذ انتقال قيادتها إليها بعد إبعادهم من الأردن.
وكان لنا موقف أعلناه في أبريل/نيسان الماضي، وقلنا إن النظام السوري خدمنا وهذا محل تقدير، وإن الشعب السوري احتضننا وهذا أيضا محل تقدير، ونحن نأمل أن يحقق الشعب السوري تطلعاته في سياق وطني وحل سياسي، دون حلول تفضي إلى إزهاق أرواح وسفك دماء الشعب السوري، أيا كان موقع المواطن الذي يتعرض لهذا، سواء كان مسؤولا أو مواطنا عاديا، وهذا الموقف بقي قائما، وقلنا إننا نرفض أي تدخل خارجي في شأن أي دولة عربية وفي الشأن السوري كذلك.
لكن آخرين انتظروا موقفا آخر من حماس، لكن موقفنا الواضح دائما هو أننا لا نتدخل في شؤون الدول.
هل طُلبت منكم مغادرة سوريا أو قررتم أنتم كحركة مغادرة دمشق؟
- هناك من روج أن حماس ستغادر سوريا، أو أن القيادة السورية طلبت منا المغادرة وأن مكاتب الحركة أغلقت، ونحن كنا نوضح (الأمر) في كل مرة، وخلاصة هذا المشهد أن قيادة الحركة موجودة والعلاقة قائمة، وآخر مشهد في هذه الأقاويل أن هناك وساطات بناءً على رسالة حملها الأخ خالد مشعل.
وأؤكد هنا أنه لا توجد وساطات، ولم تكن هناك رسالة، ونحن ننصح، وهذه النصيحة واجب علينا وحق لمن نرى أن لهم علاقة بنا، لأن صديقك من صدَقك، ونحن يؤلمنا ما هو قائم في سوريا، ويسرنا أن تنتهي الأزمة، وأن يستطيع الشعب السوري تحقيق آماله لخدمة سوريا ووضعها في موقعها اللائق.
تحدثت عن نصائح قمتم بتوجيهها، لمن قدمتم هذه النصائح للرئيس الأسد أم لمعارضة؟
- لكل من يعنيه الأمر، دون تفاصيل ودون الخوض في طبيعة النصائح أو لمن وجهت، لكن الخلاصة أن الحل هو حل سياسي وسوري، ويجب ألا يتم السماح بحصول تدخل من شأنه أن يزيد الأمور سوءا أو أن يزيد المعاناة في سوريا.
في ملف العلاقة بين حماس والأردن -وهي علاقة مقطوعة سياسيا منذ إبعاد قيادة حماس عن عمان عام 1999- اليوم نشهد وساطة قطرية، وحديثا عن لقاء قريب بين الملك عبد الله الثاني ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، هل أنتم عائدون إلى عمان لتدشين علاقة جديدة أم لفتح مكاتبكم هناك؟
- بكل صراحة لا شك أن ما جرى لنا آلمنا، وأدى لإخراج إخواننا واعتقالهم قبل إخراجهم، لكننا لم نر في ذلك مبررا لحصول أي اشتباك سياسي أو إعلامي، ليس على قاعدة أن ما جرى لنا لا يستحق التوقف، بل لأن ما جرى أمر غير متوقع، بل إن تصريحات المسؤولين الأردنيين الآن تؤكد أن ما جرى أمر ما كان يجب أن يحصل.
نحن معنيون بعلاقة جيدة مع الأردن كسائر الدول العربية، وأنا أتحدى أي طرف أن يقول إن حماس لم تسع لعلاقة جيدة معه، الطرف الوحيد الذي نجده عدوا وخصما هو الاحتلال الإسرائيلي.
اليوم هناك فرصة لتطوير العلاقة مع الأردن ووضعها في نصابها الصحيح، وطبيعة العلاقة الفلسطينية الأردنية فيها الكثير من الخصوصية، وإذا أنكرها مسؤول أردني أو فلسطيني فهو لا يفهم هذه الطبيعة، نحن نريد علاقة سوية وصحية وهذا لا يتأتى إلا من خلال فتح كل الأبواب وقنوات الحوار الدائمة، لذا فنحن نتطلع إلى اليوم الذي يلتقي الأخ خالد مشعل القيادة الأردنية -وعلى رأسها جلالة الملك- في عمان دون عقبات أو تعقيدات.
تتحدثون عن علاقة سياسية أم عودة قيادة حماس للأردن وفتح مكاتبها في عمان، وأنتم تعلمون بالجدل الدائر في الأردن لدى تيار يرفض فتح المكاتب تخوفا من الوطن البديل؟
- وجود حركة حماس هو ضمانة لمنع إقامة الوطن البديل، لأن المنطق الإسرائيلي يقوم على أن الأردن هو وطن الفلسطينيين، ويجب أن يكون هناك تمسك فلسطيني عربي بفلسطين كاملة، ومجرد وجود تمثيل فلسطيني أو إطار وطني جامع أو فصائلي في الأردن فهذا يؤكد أن قضية فلسطين لا تزال حية، وأن الأردن رسميا وشعبيا يدعم الحق الفلسطيني.