أميركا تعزز قوتها بالخليج ضد إيران
أيد رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الكويت لمواجهة نفوذ إيران المتزايد في العراق والخليج، فيما وصف سيناتور جمهوري الانسحاب الكامل من الأراضي العراقية بأنه نصر لطهران، التي تحدث مسؤول عسكري بارز فيها عن تعاون عسكري إستراتيجي ترغب في إرسائه مع حكومة بغداد ضد "الأعداء المشتركين".
وقال ديمبسي -أمس في جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ- إنه يعتقد أن على بلاده تدويرَ قوات برية وبحرية وجوية عبر الكويت، لكن الموضوع لم يناقش مع السلطات الكويتية.
وكان المسؤول العسكري الأميركي يرد على سؤال وُجّه إليه وإلى وزير الدفاع ليون بانيتا عما إن كان البنتاغون يدرس تعزيز الوجود العسكري في الكويت بما أن على الجيش الأميركي مغادرة العراق.
وقال "لن أقول إن للأمر علاقة سببية بما يحدث في العراق، لكن له علاقة بقلقنا المتزايد من جهود إيران لإثبات قوتها"، وأقر بأنه قلق على مستقبل العراق بعد الانسحاب.
وأضاف "قبل 2001 كنا ندوّر بشكل روتيني كتائب داخل الكويت وخارجها لكن أيضا كجزء من الردع".
وعندما سئل عما إن كان جزء من هذه الوحدات سيكون قوات مقاتلة، أجاب "بكل تأكيد".
ويوجد في منطقة الخليج نحو 47 ألف جندي، تتوزعهم أساسا الكويت والبحرين وقطر والإمارات.
انسحاب ونصر
وما زال في العراق نحو 24 ألف جندي أميركي يفترض أن يغادروه تماما بنهاية العام بموجب اتفاقية أمنية بين العراق والولايات المتحدة.
وقال قادة سياسيون وعسكريون أميركيون إنهم كانوا يتوقعون اتفاقا ملحقا، يضمن بقاء قوة صغيرة للتدريب وأغراض أخرى.
لكن المفاوضات اصطدمت بقضية الحصانة التي تريد واشنطن منحها لقواتها، وترفضها بغداد.
ووصف السيناتور الجمهوري جون ماكين الانسحاب الكامل بأنه نصر لإيران، له عواقب سلبية على استقرار العراق ومصالح بلاده الأمنية.
وقال -في جلسة الاستماع- إن الإدارة الأميركية لم تفاوض بنية واضحة لإبقاء عدد من الجنود، والحقيقة أنها كانت ملتزمة بانسحاب كامل.
لكن بانيتا نفى ذلك وتحدث عن محادثاتٍ أجراها حين كان مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية وبعد توليه وزارة الدفاع مع رئيس وزراء العراق نوري المالكي، حول أهمية منح الجنود حصانة من الملاحقات، تمهيدا لإبقائهم.
تعاون إستراتيجي
وتأتي هذه المخاوف في وقت أبدى فيه مسؤول عسكري إيراني بارز تفاؤله بتعاون إستراتيجي مع بغداد ضد "الأعداء المشتركين".
وأعلن قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري -بعد لقاء برئيس هيئة أركان الجيش العراقي الفريق بابكر زيباري- أنه يمكن للبلدين إقامة أفضل تعاون عسكري بسبب طول حدودهما.
ونـُقل عنه قوله إن التعاون قد يشمل مجالات الأمن والمناورات وتبادل الخبرات ضد "الأعداء المشتركين" في المنطقة وخارجها.