إلغاء "هانيبال".. إسرائيل تستخلص عبر حرب غزة
بعد مرور نحو عامين على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014، ما زالت القيادة الإسرائيلية تبحث في نتائج هذه الحرب وتبعاتها، وتستخلص العبر من العملية التي استمرت أكثر من خمسين يوما. ويعد إلغاء إجراء "هانيبال" من أهم الخطوات التي اتخذتها قيادة الاحتلال.
ويتيح هذا الإجراء لقوات الجيش استخدام القوة المفرطة لإنقاذ أي جندي إسرائيلي من الوقوع في الأسر حتى لو شكل ذلك خطرا على حياته، بينما نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن جيش الاحتلال يضع حاليا تعليمات جديدة تحافظ على حياة الجنود الإسرائيليين.
وكان مراقب عام الدولة في إسرائيل القاضي يوسف شبيرا قد أوصى بإلغاء هذا الإجراء في إطار تقرير يعده حول الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
حرج وارتباك
ويقول مسؤول الإعلام في حركة الجهاد الاسلامي داود شهاب للجزيرة نت، إن إجراء هانيبال الذي تم تطبيقه خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة فشل فشلا ذريعا ولم يحقق أي نتائج للجيش الإسرائيلي، حيث أدى استخدام القوة المفرطة إلى فقدان آثار الجنود الإسرائيليين، وقد أصبح مصيرهم مجهولا حتى الآن، وأصبح موقف الجيش حرجا ومرتبكا.
وأكد شهاب أن إلغاء الإجراء هو بمثابة فشل جديد للجيش الإسرائيلي في مواجهة المقاومة الفلسطينية، حيث لم ينجح تفوق الجيش في منع اختطاف الجنود، بل أدى إلى مقتلهم وفقدان آثارهم، معتبرا أن القرار الإسرائيلي يعزز إصرار المقاومة الفلسطينية في العمل على أسر المزيد الجنود.
واستخدمت إسرائيل "هانيبال" مرتين على الأقل في الحرب الأخيرة على غزة 2014، الأولى عندما حاولت إنقاذ الجندي المفقود آرون شاؤول بعد أن نصبت المقاومة الفلسطينية كمينا للقوات الإسرائيلية المتوغلة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وقام الجيش بهجوم كاسح على المنطقة.
كما استخدم الإجراء مرة أخرى حين وقع الجندي هدار غولدين في أسر المقاومة برفح جنوب غزة، حيث شنت قوات الاحتلال هجوما على المنطقة أحدث دمارا هائلا، وأوقع عشرات الشهداء والجرحى.