حرب أكتوبر في الربيع العربي
تمر الذكرى الـ38 لحرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 بطعم الثورة وبلون الربيع العربي الذي أعاد للشعب العربي هيبته ونشاطه، فالدولتان اللتان خاضتا الحرب (مصر وسوريا) أزهر فيهما ربيع الثورة فأطاح بالرئيس المصري "وقائد الضربة الجوية" في تلك الحرب حسني مبارك وهز أركان حكم آل الأسد الممتد منذ أكثر من أربعين عاما، ويهدد بإطاحة الرئيس بشار الأسد نجل الرئيس الذي خاض الحرب على الجبهة السورية (حافظ الأسد).
وللحرب العربية الإسرائيلية الرابعة التي بدأت السبت في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 1973 تسميات مختلفة، فهي حرب أكتوبر في مصر وحرب تشرين التحريرية في سوريا وحرب يوم الغفران في إسرائيل.
بدأت هذه الحرب -التي شنتها كل من مصر وسوريا- بدعم عربي عسكري مباشر وسياسي واقتصادي بهجوم مفاجئ ومباغت على القوات الإسرائيلية المرابطة في سيناء وهضبة الجولان.
وحقق الجيشان المصري والسوري إنجازات ملموسة بالأيام الأولى للحرب، حيث توغلت القوات المصرية 20 كلم شرق قناة السويس، وتمكنت القوات السورية من الدخول في عمق مرتفعات الجولان. لكن الجيش الإسرائيلي تمكن من فتح ثغرة الدفرسوار على الجبهة المصرية والعبور للضفة الغربية للقناة، وعلى الجبهة السورية تمكن من السيطرة على معظم هضبة الجولان.
هذه الحرب التي أنهت –وفق العرب- أسطورة الجيش الذي لا يقهر وأعادت للعرب الثقة والدور بعد نكسة عام 1967، يحتفل فيها في مصر وسوريا ويوم عطلة رسمية في البلدين، ففي مصر كان يقام عرض عسكري للاحتفال بالذكرى في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات -صاحب قرار الحرب- تحول إلى عرض رمزي في كلية الشرطة بعهد مبارك وتحول إلى احتفال شعبي في ميدان التحرير في مصر الثورة.
أما هذا العام فبالإضافة إلى احتفال ميدان التحرير فإن القوات الجوية المصرية تقوم بعروض جوية فوق المحافظات، كما أقيم حفل ساهر في مسرح الجلاء العسكري بالقاهرة، حيث ركزت معظم الأغاني على دور الجيش في حرب أكتوبر وقبل وأثناء وبعد ثورة يناير بعدما كان التركيز في السابق على الرئيس مبارك ودور القوات الجوية التي كان قائدها.
شخصنة الحرب والثورة
وفي هذا السياق، يقول الخبير في الشؤون الإستراتيجية العميد الركن صفوت الزيات إن احتفالات ذكرى الحرب هذا العام ستكون أكثر عقلانية وستعود إلى وطنيتها وفضل الجيش –الذي بلغ الذروة بهذه الحرب وثورة يناير- والشعب فيها، وليس كما كانت تحصر سابقا بشخصية السادات ومن بعده مبارك وهو أمر ساهمت فيه الآلة الإعلامية لنظام الحكم.