الحرب والعادات وراء المجاعة بالصومال
عندما يتحول حمل السلاح وتعلم كيفية استعماله إلى ثقافة اجتماعية ومفخرة لحامله، ويصل إلى حد أن يكون مأكل ومشرب من يعانون من مجاعة قاتلة يذهب ضحيتها المئات كي لا نقول الآلاف يوميا، فاعلم أنك في الصومال.
ولكن مجاعة هذا البلد الذي لا يحمل من الدولة إلا الاسم، جاءت نتيجة عوامل عدة -تداخل فيها المناخي والسياسي والاجتماعي- تكالبت على هذا البلد العربي الأفريقي لتقدمه على أنه مرتع للبؤس والفقر وغياب الأمن والحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عشرين عاما.
قديما، كان الصومال أحد أهم مراكز التجارة العالمية بين دول العالم القديم، حيث كان البحارة والتجار الصوماليون الموردين الأساسيين لكل من اللبان (المستكة) ونبات المر والتوابل التي كانت تعتبر من أغلى المنتجات بالنسبة للمصريين القدماء والفينيقيين والبابليين.
لكن سرعان ما انزلق هذا البلد -الذي لم يقع تحت وطأة الاستعمار وصد هجوم الإمبراطورية البريطانية- إلى أتون حرب أهلية بدأت بإطاحة نظام الرئيس محمد سياد بري على يد أمراء الحرب العشائريين، لتحتله الفوضى وتبدأ التدخلات الغربية، فمن أميركا عام 1992 إلى إثيوبيا عام 2006 قبل أن يتم انتخاب شريف شيخ أحمد رئيسا للصومال عام 2008.
وكان عشرون بلدا قد ناقشت في الأمم المتحدة مستقبل الصومال بعد تبني خطة لإخراجه من مأزقه السياسي، تدعو إلى إنهاء الحكومة الانتقالية التي بان عجزها عن إنهاض البلد وإخراجه من أزمته.