غلاء المساكن بدبي يدفع متوسطي الدخل للضواحي
في الوقت الذي يستمر فيه تشييد البنايات السكنية الفخمة في دبي، فإن المدينة لم تعد بالنسبة لعدد متزايد من الوافدين توفر أسلوب الحياة الرغدة الذي أغرى الكثير من المغتربين في السابق.
وبدأ نقص المعروض من الوحدات السكنية للإيجار بأسعار في متناول اليد، ونقص البدلات التي يحصل عليها العاملون الأجانب منذ الأزمة المالية، يدفعان الوافدين من أصحاب الدخول المتوسطة إلى مناطق أقل بهاء وفخامة وبعيدة عن أماكن العمل، أو إلى إمارة الشارقة المجاورة لدبي.
وتقول شركة "جي إل إل" للاستشارات العقارية إنه ربما كان البنكيون العاملون في بنوك الاستثمار وكبار المديرين والشركات متعددة الجنسيات يحصلون على مرتبات عالية تتجاوز المليون درهم (272 ألف دولار) سنويا، لكن غيرهم من الوافدين من مهندسي إنشاءات ومحاسبين ومديرين في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية وغيرهم يتقاضون مرتبات تتراوح بين عشرة آلاف درهم (2720 دولارا) وثلاثين ألف درهم (8170 دولارا) للأسرة الواحدة في الشهر.
وتقول الشركة إن الفئة الثانية يمكنها استئجار وحدات تبلغ قيمتها الإيجارية 72 ألف درهم (19.6 ألف دولار) سنويا أو شراء عقار في حدود 790 ألف درهم (215 ألف دولار)، وهو ما يمثل مبلغا بسيطا مقارنة بالأسعار في أحياء مثل دبي مارينا ودبي داون تاون على سبيل المثال، حيث يبلغ سعر الشقة المكونة من غرفتي نوم أربعة ملايين درهم.
ضغط وتقلبات
ويشير رئيس البحوث في شركة كلاتونز العقارية فيصل دوراني إلى وجود ضغط على أصحاب الدخول المتوسطة، وشهد قطاع العقار في دبي بعضا من أشد التقلبات العالمية في السنوات العشر الماضية، إذ انتقل من فترة ازدهار إلى فترة كساد أعقبتها مرة أخرى فترة انتعاش.
والأحياء الوحيدة التي تتيح إسكانا في متناول اليد لكثير من ذوي الدخول المتوسطة تقع في مناطق سكنية في حالة سيئة قرب خور دبي وأجزاء على أطراف المدينة مثل المدينة العالمية ومنطقة دبي
للتعهيد.