تحليل إخبارى: مفهوم جديد للأمن أمر حيوى بالنسبة لتقدم آسيا
بكين 21 مايو 2014 (شينخوا) فى الوقت الذى ما يزال فيه الوضع الأمنى لآسيا معقدا ومتقلبا فإن مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاونى والمستدام الذى أوصت به الصين ملائم ومصيب وهام وسوف يساعد فى حماية التنمية الإقليمية .
فبالإضافة إلى ذكريات مؤلمة وإصابات يتعذر شفاؤها من التاريخ فإن الاستعمار الغربى والحرب الباردة التى بذرت بذور المتاعب والمناورات السرية من جانب لاعبين من أجزاء اخرى من العالم، تزيد من تعقيد الوضع الأمنى لآسيا .
وفى الوقت نفسه وبرغم أن آسيا تمتعت بقوة دفع مثيرة فى النمو الاقتصادى، فإنها تواجه الكثير من التهديدات الأمنية فى الناحيتين التقليدية وغير التقليدية معا مثل "قوى الشر الثلاثة" المتمثلة فى الانفصالية والتطرف والإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والكوارث الطبيعية والأمن الالكترونى .
وأصبح المزيد والمزيد من الدول الآسيوية يعترف بأن التعاون الأمنى جزء هام من التعاون الاقليمى، مع الدعوة إلى أمن مشترك وانفتاح وشمول وتعايش سلمى وتعاون يحقق الربح للجميع .
التعاون الذى يحقق المنفعة المشتركة يعزز الأمان
إن التفاعل الاقتصادى أمر لا غنى عنه لتحقيق السلام والاستقرار. ولايمكن ضمان الأمن إلا اذا أصبحت كل دول المنطقة ذات مصالح مشتركة وتحملت المسؤولية.
وإذا اتخذنا أوروبا مثالا سنجد أن كل خطوة إلى الأمام فى التكامل -- من مجموعة الفحم والصلب الأوروبية الى ميلاد اليورو -- لها صلة بالتعاون الاقتصادى .
وعلى نحو مشابه فإن تكامل المصالح للدول الآسيوية هو ضمان قوى ضد المخاطر والتحديات.
وإن مبادرات مثل الممر الاقتصادى بين بنجلاديش والهند وميانمار والصين، والممر الاقتصادى بين الصين وباكستان والحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن الحادى والعشرين ومنطقة تجارة حرة متطورة بين الصين والآسيان والشراكة الاقتصادية الاقليمية الشاملة، قد ربطت الصين بشدة مع القارة بأسرها، وأثبتت ان الصين تعمل جاهدة من أجل الدفاع عن الأمن الآسيوى وتعزيزه.
آلية تضمن الأمان
دون إيجاد آلية ونظام لمراقبة المخاطر، فإن المحادثات الأمنية لا طائل من ورائها. وإن بناء هيكل شامل ومنفتح ومتبادل المنفعة للأمن والتعاون أمر يتفق مع المصالح المشتركة للدول الآسيوية .
وإن آليات مثل المحادثات السداسية حول القضية النووية فى شبه الجزيرة الكورية ومنظمة شانغهاى للتعاون وجهود دبلوماسية اخرى، تعد تجسيدا حيا للروح المنفتحة العملية للصين وسعيها لتحقيق السلام فى آسيا .
كما أن التركيز المتنامى على مؤتمر التفاعل وبناء الثقة فى آسيا، وهو آلية أمن آسيوية افتتحت قمتها الرابعة فى شانغهاى يوم الثلاثاء، يعتبر فرصة لاستكشاف هيكل للأمن والتعاون فى آسيا .
وقد صرح الرئيس الباكستانى مأمون حسين بأن بلاده تتوقع أن تزيد الدول الأعضاء من تعزيز هذا المنتدى وايجاد سبل لتحويل مثله ومبادئه الإرشادية الى حقائق سياسية واقتصادية من اجل مصلحة المنطقة كلها .
تحدى نظرية التفكير الصفري
يخبرنا التاريخ ان التفكير الصفرى يلحق الضرر بكل الأطراف المعنية. بيد أن هذا التفكير مازال قائما فى آسيا اليوم مع تصوير الصين أحيانا بأنها تمثل تهديدا. وقد يتطور أحيانا الى نزاعات فى بحر الصين الشرقى و بحر الصين الجنوبى .
وفى مواجهة هذه النغمة الرجعية، تعتز الصين دائما بالسلام ولا تسعى أبدا إلى متاعب ولكنها أيضا لا تشعر بالخوف أبدا من حماية حقوقها الشرعية .
وإن موقف الصين من اللجوء الى الاجراءات الدبلوماسية لحل النزاعات لعب دورا هاما فى الأزمات العالمية مثل الأزمة السورية والقضية النووية الإيرانية.
الثقة فى المصير المشترك والمصالح المشتركة
ان تنوع الأنظمة والثقافات فى آسيا يبين أهمية الشعور بالمصير المشترك والمصالح المشتركة بين الدول الأعضاء .
وتقع المسؤولية فى المقام الأول على عاتق الآسيويين. فآسيا موطن الاسيويين والأمن الآسيوى يتصل مباشرة بمصالحهم الحيوية. وهكذا فإن واجب الآسيويين الأصيل والمحتوم هو إرساء النظام فى قارتهم .
ومع كل ذلك فإن البناء الأمنى الجديد يساعد فى احراز تقدم للسلام والاستقرار والتنمية فى المنطقة. وإن آسيا التى تنعم بالسلام والرخاء لا تحقق المنفعة لسكانها فحسب بل لجميع البشر على ظهر هذا الكوكب أيضا.