إفلاس ساب السويدية أضر بإستثمارات الشركات الصينية
صحيفة الشعب اليومية – الصادرة يوم 21 ديسمبر عام 2011 – الصفحة رقم 22
توجه وزيري الصناعة و العمل السويدييْن صبيحة 20 – ديسمبر إلى مدينة ترولهاتن حيث يوجد مقر شركة السيارات السويدية "ساب" ، وأجريا محادثات مع الحكومة المحلية بشأن الثلاثة ألاف عامل الذين سرحوا بعد أن أشهرت الشركة إفلاسها. وأعلنت محكمة مدينة فانرسبورغس يوم 19 ديسمبر عن قبولها طلب الإفلاس المقدم من شركة "ساب"، وكلفت محامييْن لإنهاء إجراءات الإفلاس. وهكذا إنتهت مسيرة هذه الشركة التي دامت 60 عاما شهدت خلالها عدة تقلبات، كما كانت في وقت من الأوقات أحد العلامات الشهيرة في سوق السيارات. لكن ما يدعو الصين للقلق هو غموض مصير الإستثمارات الضخمة التي ضختها شركتي بانغ داه وتشينغ نيان الصينيتين في شركة ساب.
هيمن خبر إفلاس شركة ساب للسيارات على عناوين الصحف السويدية الصادرة يوم 20 ديسمبر، وقد نشرت صحيفة الصناعة اليومية.خبرا حول هذا الحدث تحت عنوان "جينيرال موتورز تقضي على ساب، وتجعل الطرف الصيني يتخلى عن آخر أمل في الشراء ". وعلى إمتداد عام كامل ظلت مشكلتي إعادة التجميع و السيولة التي تعاني منهما شركة ساب للسيارات تؤرق بعض الشركات الصينية. و تجدر الإشارة إلى أن شركتي بانغ داه وتشينغ نيان الصينيتين كانتا تعتزمان شراء شركة ساب، إلا أن الشركة الأصلية المالكة لهذه الأخيرة –شركة جينيرال موتورز الأمريكية- رفضت هذه الإتفاقية قبل خطوات من إتمامها. وقد أعلنت شركة جينيرال موتورز في بيانين منفصلين صدرا في 7 نوفمبر و 17 ديسمبر من هذا العام عن معارضتها لمخطط بعض الشركات الصينية لشراء شركة ساب، وقالت ان عملية الشراء ستضر بمصالح جينيرال موتورز و مالكي أسهمها. وهذا يعني أنه حتى ولو تم بيع شركة ساب للشركات الصينية، فإن تكنولوجيا شركة ساب التي مازالت تحت تحكم جينيرال موتورز لايمكن تضمينها في صفقة البيع. وبذلك فإنه من غير الممكن إنتاج سيارات ساب الصغيرة صنف 9---3 و 9---5، وكذلك السيارات رباعية الدفع صنف 9—4X.
لكن رغم ذلك، ما زال الأمل في إنقاذ شركة ساب يراود الكثير. وقد إعتبر وزير الصناعة السويدي ، أن يوم 19 ديسمبر هو يوم أسود على صناعة السيارت في السويد، لكن ربما يكون هذا اليوم بداية جديدة بالنسبة لمدينة ترولهاتن ،"لقد إتصلنا بالأطراف التي أبدت رغبتها في الشراء، وقد أعربوا لنا أنهم مازالوا مهتمين بشراء ساب حتى بعد إفلاسها." من جانب آخر أعرب كبير المسؤولين التنفيذيين في الشركة الأم لساب، شركة السيارا السويسرية أنه لايزال متفائلا بالمستقبل. حيث قال: "رغم أن شركة ساب تبدو وكأنها وصلت إلى المنتهي، لكن مازالت هناك إحتمالات أخرى، وهذا قد يعتبر بداية جديدة بالنسبة لشركة ساب، وان ساب بإمكانها أن تنبعث من جديد من رحم المعاناة. لكن أي شركة ستشتري ساب ستواجه في المستقبل مشكلة براءة التكنولجيا المملوكة من طرف شركة جينيرال موتورز. "
ويذكر أن الكثير من عمال شركة ساب، لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهر نوفمبير الماضي. ويقول العامل دولوا الذي عمل في الشركة 39 عاما "أنا أشعر بإستياء شديد. أمر غريب أن تعارض شركة جينيرال موتورز قيام شركات صينية بشراء ساب. أنا لا أستطيع أن أفهم لماذا؟ ساب شركة صغيرة، فما هو الخطر الذي ستشكله على جينيرال موتورز؟"
لم تكن السويد المتضرر الوحيد من إفلاس شركة ساب، بل كانت شركتي بانغ داه وتشينغ نيان الصينيتين أكبر المتضررين أيضا. ووفقا لقرار الإفلاس يجب على شركة ساب أولا تسديد قروض بنك الإستثمار الأوروبي و دفع أجور العاملين، ثم النظر في مسألة تعويض شركتي بانغ داه وتشينغ نيان ومزوديها تحت صفة "الدائنين العامين". لكن إذا إستنفذت شركة ساب كل ما لديها من ممتلكات في المرحلة الأولى من التعويض، فإن الـ 70 مليون يورو التي أقرضتها شركتي بانغ داه وتشينغ نيان لشركة ساب ستكون في مهب الريح.
في حين ذكرت وسائل الإعلام السويدية أن شركة تشينغ نيان للسيارت تستعد لشراء تكنولوجيا شركة ساب الخاصة، وبذلك لن تتعرض لمعارضة شركة جينيرال موتورز. فيما أشارت كبير مفاوضي شركة تشينغ نيان بانغ تساي بينغ، أن جميع إستثمارات الشركة لن تكون في" مهب الريح"، حيث سيتم إستعمال حصة من الأموال لتأسيس شركة ساب السويسرية للتنمية، أما بقية الأموال فستعوض في شكل تكنولوجيا.
وقالت بانغ تساي بينغ :"لقد نجحت شركة تشيغ نيان في شراء الحزمة التكنولوجية "العنقاء" التي طورتها شركة ساب"و تجدر الإشارة إلى أن شركة ساب السويدية للتنمية قد تم تسجيلها في سبتمبر من العام الحالي. وذكرت وسائل الإعلام السويدية أن "حزمة العنقاء" قد تحتاج من عامين إلى ثلاثة أعوام من البحث والتطوير، لتمكن من إنتاج جيل جديد من السيارات الصغيرة. لذلك، تبقى كيفية معالجة الممتلكات التكنولوجية لشركة ساب غير واضحة إلى حد الآن.