阿拉伯语学习网
人民网:历史不会为发动战争唱赞歌(阿语)
日期:2011-12-30 17:20  点击:243

历史不会为发动战争唱赞歌

تعليق: التاريخ لن يشيد بالحرب الأمريكية في العراق

صحيفة الشعب اليومية ـ الصادرة يوم 14ديسمبر عام 2011- الصفحة رقم:03

أعلن باراك اوباما رئيس الولايات المتحدة وضيفه نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي يوم 12 ديسمبر الحالي عن انتهاء الحرب الأمريكية في العراق، وسحب الدفعة الأخيرة من الجيش الأمريكي قبل نهاية العام الحالي. وقال اوباما:" التاريخ سيحكم على قرار خوض الحرب في العراق." وذلك بعدما كان وجه انتقادا شديدا لهذا القرار الذي اتخذه سلفه الجمهوري جورج بوش، ووصفه بالقرار" الغبي".

إن حرب العراق بلا شك أحد الأحداث الكبرى التي شهدها القرن 21. كما لا شك فيه أن الشعب والرأي العام الأمريكي بصدد تقليب نظره في هذه الحرب التي دامت 9 أعوام وأهلكت أرواح ما يقارب 4500 جندي أمريكي و 30 ألف مصاب آخرين، وأنفقت أمريكا من أجلها 3 تريليونات، ولا شك أيضا بأن العجز المالي الذي تعاني منه الولايات الأمريكية غير منفصل عن نفقات حرب العراق. إن الثمن الذي دفعته أمريكا لم يكن قليلا، في المقابل تبين أن نفوذ إيران في العراق اكبر بكثير من نفوذ الولايات المتحدة. فهل يمكن القول بأن الولايات المتحدة حققت من هذه الحرب مكاسب أكبر من الخسائر؟

الأمريكيون سيتفكرون اليوم في حرب العراق كما تفكروا سابقا في حرب فيتنام، وسيقيمونها من زاوية مصالحهم الشخصية أكثر من تقييمها من جانب تبعاتها السلبية طويلة المدى على الشعب العراقي. وإذ يرى الأمريكيون عراق اليوم على كونها دولة مستقلة متسامحة وقوية. لكن الحقيقة أن العراق شهدت خلال الثمانية سنوات الماضية، فقدان مئات الآلاف من المدنيين العراقيين وتشريد الملايين، وهجرة آلاف الأدمغة والمواهب العراقية. ومدينة الفلوجة التي كانت ساحة لحربين حاميتين بين المدنيين العراقيين والقوات الأمريكية استخدمت فيها قنابل الفسفور الأبيض وغيرها من الأسلحة الكيماوية لا تزال آثارها لحد الآن على الأجساد المشوهة لأطفال الفلوجة. وقال طبيب بأحد مستشفيات الفلوجة أن يوم 10 نوفمبر هذا العام ولد 12 طفلا مشوها، ونظرا لنقص الأموال المخصصة لإعادة الإعمار، لم تكتمل بعد عمليات إنشاء أنظمة تنقية ومعالجة المياه. ويخشى السكان المحليون عودة المنظمات الإرهابية والقوى المناهضة لأمريكا، ويشعرون بفقدان أدنى مقومات الأمن، ويعتبرون كل ما يسمى بالتنمية السياسية والإزدهار الإقتصادي، كلاما فارغ المعنى.

تركت حرب العراق إرثا سياسيا كبيرا يسمى"الكتلة السياسية الديمقراطية". فأمريكا قطعت على نفسها عهدا بأن تجعل من العراق نموذجا للديمقراطية في المنطقة، لكن الجميع لايرى في العراق غير الهشاشة الأمنية والتناحر الطائفي و ضعف الديمقراطية. وما يدع للقلق أكثر الآن هو إئتلاف الأقلية الكردية والطائفة السنية للمطالبة بأكثر إستقلالية، كما أن جذور الإرهاب لم تجتث إلى الآن. فهل لهذا النموذج الذي تحدثت عنه أمريكا جاذبية تذكر؟

لقد سبق أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مرتان عن نيتها في إنهاء الحرب العالمية، وقد استغرق تنفيذ الوعود على أرض الواقع 3 سنوات تقريبا، أدركت خلالها أن إنهاء الحرب ليست مهمة سهلة. وفي الوقت الذي تعلن فيه أمريكا إنهاء حربها في العراق، لاتزال الأخيرة دولة مضطربة وهشة ، ومن المرجح أن تتواصل معضلتها الأمنية على مدى طويل.

في الواقع لم تكن أمريكا والعراق وحدهما اللذان دفعا تكلفة هذه الحرب، منظومة العلاقات الدولية أيضا تعرضت إلى صدمة عنيفة. حيث أن الهدفين الأولين لهذه الحرب كانا يتمثلان في إزالة خطرإمتلاك نظام صدام حسين لسلاح الدمار الشامل، والإطاحة بالحكومات الديكتاتورية الراعية للإرهاب، تبين زيف الأول منذ أن دخلت القوات الأمريكية إلى بغداد، حتى أن وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول الذي دافع عن ذلك في الأمم المتحدة إعترف بأنه قد تم خداعه. أما الهدف الثاني فقد تحقق، لكنه عاد بنتائج عكسية، فالعراق التي لم تكن تحتوي على تنظيم القاعدة، أصبحت بعد الحرب "جنة" الإرهابيين. أقدمت أمريكا على شن حرب على دولة مستقلة ذات سيادة وفي ظل معارضة من المجتمع الدولي، والآن حتى الإعلام الأمريكي عندما يذكر الحرب على العراق يستعمل مصطلح واحد هو "إجتياح". هذه الحرب الشهيرة لاشك بأنها قد أسست مثالا سيئا عن المجتمع الدولي.

 


分享到:

顶部
12/13 01:03
首页 刷新 顶部